تكليف بري

من يقرأ في خطاب الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، يلمس عتباً بمحبة على سوء اختيار حزب الله رئيس الجمهورية، وطلباً مهذباً بالسماح له هذه المرة بهندسة الانتخابات الرئاسية، بعدما أعطى بري الحزب كل الرصيد بموضوع الترسيم والمقاومة.
بري…
السؤال: هل أعطى الحزب هذا “الپاس” لحليفه؟
الجواب نعم ولكن.
نعم، لأن الحزب غير قادر هذه المرة على فرض رئيسه لحاجة لبنان الى المساعدات العاجلة ولتركيبة مجلس النواب وللظرف الدولي، وأيضاً لأن الحزب مدرك أن بري غير قادر على تجاوز شروط الحزب الرئاسية ويعرف أي رئيس يريده حليفه.
نعم ولكن، هذه ال “لكن” بإمكانها أن تلغي ما سبق وتفيد بإمكان سحب التكليف من الرئيس بري في أي وقت وتحت أي ظرف. وكما في نظريات الدول مفهوم La raison d’État أو مصلحة الدولة العليا، في نظريات الحزب مفهوم مصلحة المقاومة العليا La raison de la résistance، وبقدر ما تكون المقاومة أقوى والدولة أضعف، بقدر ما تكون مصلحة المقاومة العليا أكثر حصانة وأكثر نفوذاً وأكثر قدرة على فرض طاقمها السياسي في الدولة وعلى مختلف المستويات. في الخلاصة، الرئيس بري مكلف بالبحث عن رئيس من بنك أسماء، تماماً كبنك الأهداف العسكرية والأمنية التي بحوذة الحزب، أسماء أصلية ومستعملة يقبل بها حزب الله، وأي خروج عليها يستدعي اذناً خاصاً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها