سمير سكاف

الأثنين ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٠ - 09:45

المصدر: صوت لبنان

توب 20 لكوارث لبنان في 2020

1 – تفجير بيروت
إن تفجير بيروت سيبقى في ذاكرة العالم كأقوى انفجار شهدته البشرية منذ هيروشيما وناكازاكي. الحادث الجريمة الناتج عن جرم كل من كان يعلم لأيام أو لسنوات بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ، وعن إهمال جرمي تسبب بمقتل 203 ضحايا وجرح 6.000 شخص والاضرار بمنازل وأشغال حوالى 300.000 شخص، بالإضافة الى الخسائر المالية والاقتصادية والبيئية الكارثية على لبنان. مآسي عملية التفجير كبيرة جداً على عائلات الضحايا ومستمرة.

2 – سرقة أموال كل الشعب اللبناني والمودعين في المصارف وإفلاس المصارف وإذلال وإفقار الشعب وهيركات يتخطى 75%
أفلست كل المصارف اللبنانية (وللصدفة، في اللحظة نفسها!!) بتوقفها عن دفع أموال اللبنانيين بالدولار، وحتى بالليرة اللبنانية. أصحاب المصارف ومدراؤها واصدقاؤهم، بالتكافل والتضامن مع الطبقة السياسية وحاكم مصرف لبنان، قاموا بتهريب وتحويل أموالهم الى الخارج وهم قاموا ويقومون يومياً بإذلال اللبنانيين على أبواب المصارف. ومصرف لبنان يتحف اللبنانيين كل يوم بتعاميم غير دستورية تطال أموال اللبنانيين وتحرمهم من الوصول الى أموالهم. أما الهيركات فهو يطال أكثر من 3/4 أموال اللبنانيين بوسائل شتى. الأمر الذي “شرشح” كل الشعب اللبناني وأذله وما يزال يذله كل يوم! والأخطر هو الاستمرار بكذب حاكم مصرف لبنان على اللبنانيين وعدم تحرك القضاء لاستعادة أموال اللبنانيين وعمل الطبقة السياسية على “تطفيش” التدقيق الجنائي!

3 – جائحة الكورونا
صحيح أن الكوفيد نجح بتركيع الكون بأسره. ولكن فشل الدولة بكاملها من رئاسة جمهورية وحكومة ومجلس نيابي ينذر بأسوأ العواقب في العام 2021 في لبنان. ويمكن أن يصل عدد الإصابات يومياً الى 5.000 حالة إذا ما توسعت عملية اختبارات ال PCR! وقد يصل لبنان الى الوضع الايطالي!

4 – التلاعب بالدولار وبالأسعار والغلاء الفاحش للسلع
يعيش اللبنانيون أزماتهم المالية على إيقاع ثلاثي لسعر صرف الدولار: 1.515 ليرة، 3.900 ليرة وسعر الصرف في السوق السوداء وهو السعر الحقيقي للمعاملات اليومية والذي يحدد سعر السلع جميعها (ويبلغ حالياً حوالى 8.500 ليرة). ويتبع ذلك غلاء فاحش جداً إزدادات معه الاسعار 5 أضعاف، مما يمنع اللبنانيين من شراء أبسط السلع الحياتية من أجبان ولحوم وزيوت ومعقمات… وما يؤدي الى تغيير جذري في حياة اللبنانيين، وسيتسبب من دون شك بفوضى أمنية، خاصة بعد رفع الدعم عن السلع الأساسية.

5 – تنفيذ الطبقة السياسية انتحاراً جماعياً في إدارة البلاد وفي رفضها لإعادة إنتاج السلطة
يُسقط الشعب حكومة ثانية على التوالي. ويستقيل عدد من النواب وترفض السلطة انتخاب البديل. وكأن هدفها هو تشديد قبضتها على الدولة بدلاً من تحقيق إرادة الشعب في اختيار حكومة مستقلة تخرج البلاد من أزماتها. فتستمر المحاصصة ويستمر الأداء نفسه ويستمر الانهيار.

6 – إرتفاع البطالة الكبير، تدهور الصناعة والتجارة وإقفال الشركات والأعمال
أكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح من دون عمل. وأكثر من 90% من الشعب انخفض انتاجه. ومئات المصانع والشركات والأعمال أقفلت أبوابها. والتجارة في تراجع مستمر. والمداخيل في حدها الأدنى. ما ينذر بكارثة اجتماعية وفوضى أمنية.

7 – استمرار القضاء رهينة السياسة
لم يتمكن القضاء بعد الافلات من قبضة الطبقة السياسية. التشكيلات القضائية مخطوفة. والشعب ينتظر ثورة القضاة للتحرر ولتحقيق استقلال القضاء. وأول اتهامات القاضي فادي صوان للطبقة السياسية في مسؤوليات تفجير المرفأ تواجه بعنف الطبقة السياسية! وقد يحتاج لبنان الى شهداء كثر من القضاة قبل الخروج الى الوطن! والى قضاة من نوع جوفاني فالكوني الذي استشهد بمواجهة المافيا في صقلية أو الى أنطوني دو بياترو للقيام بعملية الأيدي النظيفة (ماني بوليتي) الذي قام بالتحقيق مع السياسيين كاشفاً فسادهم في العام 1992. القضاء المستقل قادر على توقيف فساد السياسيين والمصرفيين والمافياويين ومسؤولي تفجير المرفأ واستعادة الأموال المنهوبة…

8 – إنهيار الثقة الدولية بلبنان وبالطبقة الحاكمة
إن انكشاف لبنان مالياً، هو بشكل أساسي نتيجة خيارات سياساته الخارجية التي لم تترك له “صاحب” أو صديق يمكن أن يدعمه مالياً، لا عربياً ولا أوروبياً، ولا حتى على مستوى الصناديق الدولية. كل ذلك، من دون ذكر العقوبات الأميركية على عدد من المسؤولين اللبنانيين. إن انعدام هذه الثقة الدولية بلبنان يجعل فرص الخروج من “جهنم” مستحيلة!

9 – الأزمة التربوية
إن انطلاق تغيير الأقساط الجامعية باحتساب الدولار الطلابي على سعر صرف 3.900 ليرة لعدد من أبرز جامعات لبنان يهدد بشكل خطير مستقبل الشباب اللبناني وعائلاتهم تربوياً واجتماعياً! كما إن عدم قدرة الأهل إرسال الأموال لطلاب الخارج أضعف الطلاب كثيراً وأدى الى خسارة الكثيرين منهم لسنوات دراسية! أما التعليم أونلاين فهو كارثي. فسرعة الانترنت لا تكفي، والكلفة عالية. والانترنت، وحتى الكومبيوترات غير متوفر لكل أفراد العائلة… الأزمة التربوية ستكبر والجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية غير مجهزة لاستيعاب كل تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات الخاصة، المهددة بالإقفال!

10 – تدهور النظام الاستشفائي وفقدان الأدوية
ليست جائحة الكورونا وحدها من تتسبب بتدهور النظام الاستشفائي في لبنان. فالغلاء وعدم توفر الأموال بالدولار لاستيراد الأدوات والحاجات الطبية. وتهريب الأدوية. وعدد كبير من الدواء مفقود من الأسواق..! وبعض المستشفيات مهددة بالإقفال. وذلك، بالإضافة لما تعرضت له بعض مستشفيات بيروت من تدمير بنتيجة تفجير المرفأ وخسارتها البشرية والمادية الهائلة.

11- “تهريب” الأموال والمحروقات والسلع الى سوريا
ليس هناك تهريب الى سوريا بالمعنى الحقيقي. 4 مليار دولار “كاش” تذهب الى سوريا من السوق اللبناني سنوياً، بحسب البعض. أما المحروقات فتذهب بعشرات الشاحنات والسلع تخرج بشاحنات على المعابر الشرعية! “التهريب الشرعي” أكثر إيلاماً على لبنان من التهريب على معابر غير شرعية!

12 – موجة الهجرة الجديدة
ينتقل أصحاب الجنسيات المزدوجة الى خارج لبنان بكثافة! والأدمغة تهاجر، وكوادر الجسم الطبي تهاجر … وكذلك معظم القادرين على الحصول على أي فيزا الى أي مكان خارج “جهنم”! وهذه الكارثة ستزداد في العام المقبل من دون شك!

13 – عدم إيجاد حل للنفايات وزيادة المطامر البحرية
تراجعت الحلول الممكنة للنفايات في لبنان، وبخاصة في بيروت وجبل لبنان بعد تعرض معملي الكرنتينا (فرز) والكورال (تسميد) في خزات البسيطة، لا تزال السلطة تصم آذانها عن مطالبهم المحقة والانقاذية!

14 – نزيف قطاع الاتصالات
يقدم لبنان أسوأ خدمات الاتصالات وأغلاها في العالم. فالشركات تبيع الأيام والأرقام تموت ما لم يتمّ “تشريج” الأيام. والثوانٍ تدفع كدقائق والفوترة ما تزال بالدولار، وإن على سعر صرف 1.515 ليرة… والفايبر أوبتيك لم يصل بعد! الواتساب أطلق شرارة 17 تشرين. وهو قد يتعرض الى أزمة حقيقية في العام 2021!

15 – حرائق بلا إطفاء
دفعت فرق الاطفاء في لبنان 10 شهداء في تفجير بيروت من فوج إطفاء بيروت وحده. في حين تكررت عدة تفجيرات وحرائق في المرفأ، واستمرت حرائق الغابات مع عمليات إطفاء من دون تجهيز حقيقي وبآليات لا تحصل على الصيانة اللازمة وفرق إطفاء من المتطوعين، كون عناصر الدفاع المدني لم يتمّ تثبيتها بعد بسبب الخلاف على طائفية التوظيف!

16 – اغتيال بلا مجرمين ومجرمون أحرار وأبرياء في السجون
شهد لبنان عدداً من الجرائم التي لم يتمّ الكشف بمعظمها عن هوية القاعل! في حين نجح عدد من السجناء بالفرار قبل أن يتم القبض على عدد منهم وتعرض خمسة منهم للموت بحادث سيارة. وما يزال المئات من جهة أخرى قابعين في السجون من دون محاكمة، بينهم عدد كبير من الأبرياء أو من الذين تجاوزت مدة سجنهم فترة أحكامهم فيما لو صدرت!

17 – هدر وسرقات في التقديمات للشعب اللبناني
6.000 كومبيوتر هدية للطلاب تمّ بيعها. أرز عراقي، شاي سيريلنكي… تقديمات دولية عدة لم تصل الى أي من اللبنانيين. وهي تعرضت للسرقة أو التلف أو للحريق في المرفأ أو للبيع على رفوف السوبرماركت!

18 – تراجع التغذية بالكهرباء وبالوقود
وصلت باخرة الفيول أو لم تصل! يعيش لبنان على إيقاع وصول بواخر الفيول المهددة بعدم الوصول نهائياً مع توقيف عقد سوناطراك. والتخوف جدي من الدخول في العتمة الكاملة مع تهديد أصحاب المولدات عن العمل أيضاً نظراً للظروف المختلفة من تقنين في استلام المحروقات وارتفاع في التكاليف وغيرها. مما يهدد بالتالي العديد من الأمور الأخرى كتوقف الانترنت! كما إن حركة التقنين وصلت مرات عدة الى توقف محطات الوقود عن تزويد السيارات بها، مع تهديد أصحاب المحطات بالتوقف النهائي، و”تهريب” بعضها الوقود الى سوريا!

19 – استمرار ضغط اللاجئين السوريين على الاقتصاد اللبناني
من غير المفهوم ومن غير المبرر عدم عودة كل اللاجئين السوريين الى بلادهم، أقله الموالين للنظام! إن استهلاكهم لسوق العمل ومساهمتهم في زيادة البطالة بين اللبنانيين والمنافسة غير المشروعة في الأعمال وعدم دفعهم الضرائب… كل ذلك يؤدي الى إشكالات، فردية في الغالب، ولكنها تنذر بعواقب اجتماعية وخيمة!

20 – مآسي مختلفة وغياب أفق الخروج من “جهنم”
كثيرة هي الظروف السوداوية التي مرت وتمر على اللبنانيين. من تباعد العائلات، الى وفيات من دون جنازات طبيعية، الى حجز عائلات في خارج لبنان، الى طلاب من دون أموال في الاغتراب، الى تأجيل حفلات الزواج، الى الامتناع عن الاحتفال بالأعياد، الى تراجع الحياة الاجتماعية وزيادة تكلفة التنقلات، الى طرقات تغمرها مياه الأمطار، الى جبال تأكلها المقالع، الى وديان وأنهار وشواطىء ملوثة وصرف غير صحي للمياه المبتذلة… أفق سوداوي يحتاج الى رعاية دولية في ظل عجز الداخل عن الحلول!

ما هو أخطر ما سيشهده لبنان في العام 2021؟

  • هل هو الفوضى الأمنية الناتجة عن رفع الدعم عن المحروقات والدواء والطحين، أو عن أقسام منها؟
  • هل هو البشارة بالعتمة وبتوقف الانترنت؟
  • هل هو طيران سعر الدولار وأسعار السلع الى سماوات الكوارث المالية الاجتماعية؟
  • هل هو تفجير المطار (وهو آخر المعاقل الاقتصادية الصامدة)؟
  • هل هو توقف عدد من المستشفيات والجامعات والمدارس عن العمل؟
  • هل هو موت اللبنانيين على أبواب المستشفيات بسبب الكورونا والفقر وفقدان الأدوية؟
  • هل هوة هجرة الشباب اللبناني؟
  • هل هو تفجير جديد لأحد مخازن الذخيرة؟
  • هل هو استمرار ما يعرف بالتهريب الى سوريا؟
  • هل هو كارثة طبيعية أو بيئية غير منتظرة تزيد الطين بلة؟
  • هل هو إعتداء إسرائيلي على لبنان؟

تتعدد المخاطر والرحلة الى جهنم مستمرة والعام 2021 ينذر في لبنان بنتائج أكثر مأساوية من العام 2020! في النهاية، “لا يغيّر الله بقوم ما لم يغيروا ما بأنفسهم”. لذلك، من الضروري أن يستكمل اللبنانيون ثورتهم للتغيير، بتغيير طبقة سياسية فاسدة وعاجزة عن أي إصلاح. اللبنانيون أمام خيارين: التغيير…أو الموت!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها