الأديب جورج مغامس

الأثنين ١٥ شباط ٢٠٢١ - 15:39

المصدر: صوت لبنان

جرسُ العيد

في ريّقِ العمرِ 

منذ عقود 

كانَ للحبِّ قمر 

غجريَّ الملامح 

وحولَهُ النّجومُ 

مثلَ الودَع 

والليلُ قطيعٌ  

تقودُهُ راعية 

إلى حقلةٍ وساقية 

نحو أبوابِ الصّباحِ 

يومَذاك 

وكانَ الحبُّ كالقمر 

كانت لنا كأسٌ 

وكانَ عِطفٌ 

وكانَ الوتر 

وكنّا نعقِدُ على الوردِ المواعيدَ 

ونكسِرُ خبزَ الشِّعرِ 

لعيونٍ تُصغي وتَسكَر

كانَ..

ما أجملَ ما كانَ 

شبابٌ 

يلهو على الهوى المِمراحِ 

يغدو 

كلّما افترَّ ثغرٌ 

جِيدًا يعانقُ جِيدا 

سعادةٌ تنهمرُ 

تَشِعُّ

تبدعُ عالمًا جديدا 

واليومَ اليومَ   

واحبَّنا الّذي كانَ 

ياضِفّةً كانت على كفِّ الرّبيعِ 

وفوقَها خيمةٌ من الأشواقِ 

تكتبُ حلمًا تقرأُ حلما 

أيّتها الذّكرى 

ما بين الشّدوِ والشّجوِ 

ولكِ طعمٌ على حدودِ النّسيان  

آهٍ يا ذا الحبُّ 

آهٍ منكَ 

آهٍ عليكَ 

كيفَ بَعدُ تمرُّ ببالي 

وجمري ضئيلٌ 

يلاشيهِ رمادٌ بالرّمادِ؟! 

آهٍ منكَ آهٍ عليكَ 

يا أيقونةَ الأنفاسِ 

يا مَن 

لكَ بكَ 

تجمّلنا 

تحرّرنا 

من عينٍ ترى وأذُنٍ تسمع 

شيّدنا المعابدَ 

عبدناكَ.. 

تأكلُنا النّارُ؟! 

ما هَمَّ! 

نارٌ تأكلُنا تُهدينا السّماءَ!! 

أيّها الحبُّ 

يا صفيَّ الرّوحِ والجسدِ 

عُدْ 

عُدْ قليلًا 

يعزّيني هذا القليلُ 

كنفحِ البخورِ من مبخرة 

أَضِئْ ذيّاكَ القمر 

واستدعِ تلك الرّاعية 

فقد باتَ يكفيني 

أن يُشبَّهَ لي 

ويُرضيني 

أن أرى مَن بَعدي 

يُرضيهم ما كانَ يُرضيني 

فجئْنا بصبحِكَ 

وإنّي الكفيلُ 

بأن نقرعَ لعيدِكَ الجرسَ..

ألا تعالَ 

لا تَجزعْ

إثنينُ الرّمادِ

لنا 

لا لكَ 

مِسحٌ نكفّنُ به خطايانا

ما لكَ العرسُ

عرسُ قانا!    

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها