جورج يزبك

الثلاثاء ٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 11:04

المصدر: صوت لبنان

جماعة من الحب ما قتل…

أسأل نفسي أحياناً لماذا لا يستفيد رئيس الجمهورية من ظاهرة الحراك فيستأذن ممن رشحوه وانتخبوه ودعموه ويقول لهم شكراً بالعربي والايراني وبكل اللغات المحكية.شكراً لقد خدمتكم في السنوات الثلاث الاولى، أما الثانية فهي لخدمة شعبي وناسي وضميري.

إن فرصة الثورة هي فرصة ميشال عون إن عرف كيف يستثمرها. إن الثورة يمكن أن تكون لرئيس البلاد دجاجة تبيض ذهباً، إنها الهدف الذهبي ليسترجع الرئيس ذاته من جماعة من الحب ما قتل، ويسترد الدولة من أوصيائها، ويتحرر من كمبيالات التسوية الرئاسية وفوائدها الفاحشة لزوم انتخابه، ويستقل عن واقعة الحجر على المؤسسات وإلقاء الحجز على البلد ووضع إشار ته على ثورته ومنع شطبها وترقينها الا بضمانة انتقال العماد عون من الرابية الى بعبدا، ومن نيابة كسروان الى رئاسة الجمهورية.

أسأل نفسي لماذا لا يركب رئيس الجمهورية على ظهر الثورة ويأكل من خبزها ويشرب من بئرها ويضرب بسيفها. وأجيب نفسي بأن الرئيس مدين لست سنوات وهو يسدد فواتير انتخابه لمرابين، وكلما دفع قسطاً ركبته الفوائد المركبٌة الفاحشة.

أسأل نفسي لماذا لا يقلب رئيس الجمهورية الطاولة على الجميع ويعمل في النصف الثاني من ولايته على دولة عنوانها صفر فساد، صفر هدر، صفر سلاح خاص، صفر زعامات تركب على ناسها، صفر طوائف تنتصر للزعيم الفلاني فقط لأنه إبن الطائفة ولو كان عاملاً السبعة وذمتها.

وأجيب نفسي، إن العماد عون صار يعدّ الأيام وربما يلعن الساعة التي صار فيها رئيساً مع وقف التنفيذ، رئيساً بهذه الشروط وبهذه الظروف.

أسأل نفسي هل يقبل رئيس البلاد بمشهد الرينغ، هل يحتمي بهذا الشارع البديل كخزان احتياط لدى الحاجة خاصة عندما يعترض قائد الجيش ولا ينفذ؟

فخامة الرئيس، لا أراك خامنئياً بل أراك لبنانياً فولاذياً. لا تسمع ولا تسمح بدكّ الثورة على يد جيشك الأصلي أو جيشك المستعار. فلبنان ليس ايران. وساحة رياض الصلح ليست قندهار. والذوق ليست تورا بورا. فخامة الرئيس انتفض وأنت من هذا المعدن أساساً، لا تنخفض وأنت من هذا المعجن أصلاً، وامض ًعلى حكومة اختصاصيين أو امض بسببلك فترتاح وتريّح ويرتاح الضمير .

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها