play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٦ حزيران ٢٠٢٣ - 08:45

المصدر: صوت لبنان

جمعيات الأشرار في الدين والدنيا

نحن أمام جمعيات أشرار في لبنان، في السياسة وفي المال، في الدنيا وأحياناً في الدين.
في السياسة، الدستور هو شخص لا كتاب، هو لص لا نص، هو بارون لا قانون، يحكم ولا يحتكم، يتحكم ويحاكم، يحمي الفارين من عدالة المرفأ، يحتمي بالمهربين لنصاب الجلسات، يشرّع بدل أن ينتخب، وينتحب بدل أن ينتخب. رئيس المجلس تجاوز جمعية الأشرار وحدد جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية. الا اذا كانت الجلسة ملغومة بحيث لا تنعقد بفعل تغييب النصاب من الدورة الأولى او الثانية. لا يهمني لا فرنجية ولا أزعور، يهمني الدستور والدولة ومؤسساتها والا لا حق للدولة علينا اذا لم ندفع الرسوم المستحقة لأنها ليست دولة، يجب في هذه الحال أن نسدد عليها بدل أن نسدد لها.
في المال أيضاً جماعة أشرار رأس العصابة فار من العدالة الدولية، يهدد السياسيين، يبازر المصرفيين الذين أغروا المودعين ولما فعلوا أغارت عليهم، ويأمر القضاء الذي افتُضح أمره وبانت عوراته أمام القضاءين الفرنسي والألماني. الفرق بين رياض سلامة والياس سركيس أن سلامة ترك قصوراً وأموالاً مشبوهة في لبنان والخارج، له ولعائلاته وحبيباته، فترك أثراً طيباً لا ثروة، ليس لأنه عازب فسلامة بمثابة العازب، بل لأنه عفيف نظيف. الفرق بين رياض سلامة وادمون نعيم ان الأول ارتمى أمام السياسيين، خدمهم وكتّر، واستفاد وكترّ، أما نعيم فرماه السياسيون أرضاً، سحبوه من قدميه من مكتبه في الطابق السادس من مصرف لبنان. فنعم الرجل حافظ على ودائع الناس، لم يقرض أحداً من فوق القانون، لم يقرض الدولة، أما سلامة فاعتاد أن يقرط الدولة ولا يزال.
هذه في الدنيا، أما في الدين ففي فمي ماء.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها