جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
حالة الشغورين
منذ الإستقلال عام 1943، عرف لبنان 16 مجلساً نيابياً. تسعة قبل الطائف وسبعة بعده.
ومنذ ١٥ أيار ٢٠٢٢، تاريخ اجراء الانتخابات النيابية الأخيرة، تحولت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية الى حكومة تصريف أعمال عملاً بأحكام الدستور. ومنذ ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٢، تاريخ نهاية الولاية الرئاسية، يعيش لبنان حالة الشغورين: الشغور الرئاسي الكلي، والشغور الحكومي الجزئي، فالحكومة هي أصلاً حكومة تصريف أعمال عززها رئيس الجمهورية ميشال عون الخارج من القصر مرتين، عززها سلباً بمرسوم رئاسي كان الأخير الذي وقعّه قبل مغادرته قصر بعبدا اعتبر فيه حكومة تصريف الأعمال مستقيلة. علق ميقاتي، المكلف أيضا بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استشارات نيابية أجراها عون مع النواب المنتخبين خلال انتخابات أيار ٢٠٢٢، علق على القرار بأن الحكومة مستقيلة أصلا وأن قرار الرئيس بإعلان استقالتها “يفتقر إلى قيمة دستورية”. ولأنه لبنان، ولأن لبنان تأقلم مع الشغور الذي صودف أنه اقتصر في كل مرة على الموقع الأول في الدولة حصراً، ولأن الضرورات تبيح المحظورات، مارست الحكومة مهام رئاسة الجمهورية ، وهي حكومة تصريف أعمال مستقيلة ومشطورة وقائم نصاب جلساتها على وزير واحد، اذا غاب أو سافر أو مَرِضَ، أو تمارض، أو تدلل، أو حرد أو اعتكف، طارت الجلسة وطار النظام. إنه النظام اللبناني.
غداً، الحلقة الأخيرة.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها