play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٩ كانون الثاني ٢٠٢١ - 09:16

المصدر: صوت لبنان

حبوب منع التسوية

في الماضي كانت اسرائيل لا تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. وكانت منظمة التحرير في لبنان لا تعترف بالدولة اللبنانية الناطق الشرعي الوحيد باسم لبنان. واليوم، كل المنظومة اللبنانية لا يعترف الواحد منها بالآخر. رئيس الجمهورية لا يعترف بالرئيس المكلف، والأخير لا يعترف بشراكة الأول. ورئيس الجمهورية لا يعترف بحاكم مصرف لبنان، والأخير لا يعترف بخطاياه وبما اقترفت يداه. رئيس المجلس لا يؤمن الا بأكمامه وأرانبه، ولا يثق الا بفوله ومكيوله. حزب الله لا يثق الا بذاته، بآلته، بدولته، بدولاره وبقرضه الحسن. والجميع في حالة انكار ولا يعترف بأن شيئاً ما تغير في ١٧ تشرين. وبأن شيئاً ما تغير في الاقليم. فحبوب منع التسوية فقدت مناعتها، والدول العربية صارت تتخذ قراراتها وفق مصالحها بعدما سايرت طويلاً القضية الفلسطينية. أما لبنان الذي لا نريده أن يذهب الى اسرائيل، فقط نريده أن يكون وطناً ودولة، أن يكون قادراً على تكوين السلطة وتشكيل حكومة. وحتى هذه وتلك ممنوع أن يفعلها. نريده أن ينتهي من لعب دور هاملت المتردد: نكون أو لا نكون، تلك هي المسألة. نكون، وغصباً عمّن لا يريد. نريد لبنان أن يعرف حقيقة نفسه. أن يعرف أنه وطن صعب، فما من قوة خارجية الا واحتلت أرضه، وصادرت قراره، وما من قوة خارجية دخلته بقوتها وخرجت منه برضاها. هذه قوة لبنان. هذا سحر لبنان. لكن لا من يقرأ ولا من يتعظ.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها