حب عن بعد

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعمل لايصال سليمان فرنجية من دون أن يعرفه أو يلتقي به. هذا ما قاله. يعني حب عن بعد، وإدارة فرنسية للمعركة اللبنانية بآلة تحكّم، أي أو غرام بالواسطة، على طريقة إذا جئت طهران أو الضاحية فامنح طرف عينيك غيرَنا كي يحسِبوا أن الهوى حيث تنظرُ.
في المقابل، يخضع فرنجية كمرشح لسلسة فحوصات دم وصور مغناطيسية للرأس والشعور والاحساس في مختبرات باتريك دوريل للتحاليل السياسية اللبنانية والسورية والخليجية والفارسية. الطبيب دوريل أخذ عينّة من الدم الزغرتاوي الماروني الماردي لتحديد نسبة كرويات حزب الله وايران وسوريا في عروق المرشح. الدكتور دوريل استأصل خزعة من رئة الشمال لفحصها من النهر الكبير شمالاً الى الخليج الفارسي. لكن صارت فرنسا بحاجة الى فحص دم لا لبنان. أين لبنان يا فرنسا من كل هذا وأنت تبحثين عن رئيس للبنان؟ الا اذا صار لبنان وطناً يتيماً يبحث عمن يتبناه، أو صار من دول ال outre-mer الفرنسية التي تريد فرنسا تلزيمها أو المقايضة بها أو تصريفها خرضة وحديد عتيق للبيع. لو كنت مكان سليمان بك لرفضت الخضوع لفحوصات مخبرية وستون سنة على الرئاسة اذا كان هذا هو ثمنها. ولو كنت مكان ماكرون أفندي لتصرفت كرئيس دولة كبرى لا كباحث عن دورصغير في مربع الشرق الأوسط.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها