عباس الحلبي

الثلاثاء ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 09:02

المصدر: صوت لبنان

حرامٌ لبنان!

وأخيراً نجحَ الحلفاء بتشكيل الحكومة وقد أطلقَ رئيسُها عليها تسمية “حكومة الإنقاذِ الوطني” فَعَسى أن تنجح في مهمتِها وتعرف كيف تقارب ملفاتها وتبدأ بتحقيقِ خطواتها الإنقاذية لأنَّ البلد يحتاج إلى جرعةِ إنقاذٍ سريعة توقِفُ إنهيارِه وسقوط عملته وخراب مرافقه ومصانعه ومستشفياته كما توقف نزيف الهجرة والدفع بالعمال والموظفين إلى البطالة مع ما سيتتبع هذه الظواهر من مخاطر أمنية وتداعيات مذهبية. 

فبالرغم من كل العيوب التي يمكن ان تُلصَق بالحكومة واعضائها إلاّ أنه يجب منحها فرصةً لإمتحانِ قدراتها وجديتها وفسحة وقت لكي يلتقط البلد أنفاسه بعدما كاد ان يلفظها. 

لا نعرفُ جميع الوزراء وإن كان لنا صداقة مع بعضهم ولكننا نعرف عن الجميع وهم على فئاتٍ فمنهم من خبر العمل العام رسمياً او في مواقع ليست بالضرورة رسمية ومنهم لا تجربة له إطلاقاً، ومنهم الحزبي أو القريب من الأحزاب التي سيطرَت على الحياة السياسية في العقود الثلاث الأخيرة، ومنهم الاخصائي في حقل مُعيَّن ولكنه أُلحِقَ بوزارة لا علاقة لها باختصاصه. وبالتأكيد للحكومةِ ميزة هي في ضم عدد وافر من السيدات وهذا يُحسب لها. 

ولكن ومع الإحترام للجميع يبقى السؤال المطروح: هل هذه القماشة من الوزراء ستستطيع مواجهة التحديات الكبيرة وهل لديها القدرة على إيجاد الحلول؟ يكاد لبنان يحتاج لانقاذه مِن ورطته الحالية إلى معجزة تتمثَّل بِوَقْفِ التدهور السريع الذي نجد أنفسنا صبيحةَ كل يوم ننزلق فيه إلى هوةٍ أعمَق.

طبعا” إن لبنان يزخر بالكثير من الإمكانيات والمواهب التي كان يمكن الإعتماد عليها في هذا الظرف العصيب ولكن يبدو أن آلية التأليف فَرَضَت مراعاة نفس المعايير التي كان يتم بها تأليف الحكومات سابقا” والتي أدَّت إلى الإنهيار والفشل مع التمني الا تصح هذه المقولة هذه المرة. 

التحدّي الأول كيف سيتمكن مجلس الوزراء ان يكون فريق عمل منسجما” خصوصا” أن معرفة الوزراء بعضهم ببعض قد تمت في الجلسةِ الأولى فلا يعرف أحد أحدا” كما لا يعرف اللبنانيون عنهم إنجازاتهم التي حققوها في ميادين عملهم الخاص سابقا”. 

على أيّ حال يجب منح الحكومة فرصة للعمل والإنتظار مع أن البلد لا ينتظر لحل مشاكله وهذا مّا أكدته موجة الإحتجاجات المعترضة وتصاعد حركة العنف في الشوارع بِما لا يسهّل إطلاقا” عمل الحكومة ولكنه ربما يحثّها على الإسراع في فرضِ الثقة بها بِتحقيقها إنجازاتٍ سريعة وإن بِخطوات محدودة فَعِوَض أن يأتي التأليف جزءا من الحل فانه اصبح عنصرا” مغذيا” للإحتجاج، فالحكم عليها سيكون على الاداء لذلك امنحوها بعض الوقت. 

حرامٌ لبنان!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها