عباس الحلبي

الأثنين ٢١ أيلول ٢٠٢٠ - 12:43

المصدر: صوت لبنان

حرام لبنان

هل يحتاج البلد إلى المزيد من الانقسامات ام أنه يحتاج أكثر إلى فترة هدوء لالتقاط الانفاس. السؤال موجه إلى اللبنانيين أكثر منه إلى الفرقاء السياسيين. 

وبالفعل تزداد الانهيارات في كل القطاعات وينخر العجز كل مفاصل الدولة والسؤال ماذا يبقى من المشتركات للبناء عليها في ظل الحدة البالغة في السجالات والمطالب والمطالب المضادة والتعنّت وضياع الرؤيا وانعدام الحلول والخروج عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني. 

وهل هناك غير المبادرة الفرنسية المطروحة على القوى السياسية لتجميع ما تبقى من عناصر يمكن إعتمادها للانطلاق ليس للبناء بقدر ما هو إلى وقف الانزلاق الى الهوة السحيقة.

تختلط المطالبات فعوض الاكتفاء ببحث المخارج لمواجهة المصاعب المعيشية امام اللبنانيين والبحث عن الحلول لتأمين لقمة العيش والاستشفاء، وقد بلغت الارقام المعلنة حداً مفجعاً من الوفيات والاصابات بجائحة الكورونا، وكذلك ضمان استمرار القطاع التعليمي لتمكين التلامذة والطلاب من عدم خسران العام الدراسي والجامعي أو سقوطِ مستواه وايواء المشردين وترميم ما يمكن ترميمه نتيجة الانفجار المجرم وما أحدثه من أضرار.

وهل هو الاوان اليوم لطرح المشاريع الكبرى مثل الدولة المدنية المختلف على ماهيتها وتحديدها ومضمونها والمؤتمر التأسيسي لتعديل العقد الاجتماعي والسياسي ام أن الحكمة تقضي بتأجيل هذه الابحاث إلى وقت لا يكون فيه الجوع والمرض والوباء وخراب البيوت هي الحالة السائدة ونعمل على تطبيق الدستور القائم إلى بلوغ ايام افضل.

افلا ننتظر وجودَ جهة عاقلة في هذا الجنون القائم تعيد تصويب المسار بإتجاه تحديد الاولويات ام ان المطلوب صراع جديد يستدرج عنفا وفوضى حول قضايا يختلف عليها اللبنانيون بالرؤية والتقدير والمصالح واستدعاء النتائج المدمرة. ألَم نتعظ.

فبحجة الوضع الامني ارجئت الانتخابات الفرعية وبحجة بعض المطالبات ارجئ تشكيل الحكومة في ظل شلل واضح للمجلس النيابي الذي لا يستطيع الاجتماع وان اجتمع لا يستطيع الانجاز. 

المرحلة تقتضي الهدوء وضبط النفس والاعصاب والكف عن التجييش وشد العصب الطائفي والمذهبي اذ ما نفع تعديل النظام والبلد منهار. وما نفع الحصول على مكاسب وحصص في ظل انعدام الامكانيات وخراب البلد. الا يسمع المعنيون آنين الناس وتخبطهم وضياعهم وسعيهم لتأمين أبسط شروط العيش هذا فضلا عن الخدمات المعطلة والوضع النقدي الذي ينبئ بكارثة اجتماعية قد يعجز فيها حتى المقتدر من الحصول على دواء او رغيف او مقعد لدراسة ابنائه.

تنظيم الخلاف يفرض ضمان العيش وتأمين الخدمات والاستفادة من المبادرة الفرنسية قبل ان يرذلنا العالم ويجعلنا دولة فاشلة مارقة منبوذة خارج المجتمعين العربي والدولي.

هل لنا أن نأمل ؟ حرام لبنان واللبنانيين ايها السياسيون فقد أخذتوهم إلى الجحيم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها