play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٨ حزيران ٢٠٢١ - 08:22

المصدر: صوت لبنان

حرب دائمة أم ثورة خاطفة؟

وكأن لبنان استوحى من شعار “الثورة الدائمة” Permanent Revolution الذي رفعه ليون تروتسكي مطوراً مفهوم الشيوعية لدى كارل ماركس وفردريك انغلز ، ليعيد إنتاجه ويلبننه ويحوله الى
” الحرب الدائمة” الذي يبقي اللبنانيين على صفيح ساخن محجوزين على فالق خطير أين منه، ليس فالق اليمونة الخفيف، بل فالق سانت اندرياس في كاليفورنيا الشديد الهيجان. لكنها حرب من نوع آخر. هي حرب على اللبنانيين كما حالها اليوم، وحرب باللبنانيين كما كانت بعد حرب السنتين، وحرب الخارج على أرض لبنان كما هي قبل حرب السنتين وفيها وبعدها. وإذا سلمنا أن الموارنة صاروا أيتاماً دولياً، لا مرجعية تحميهم، وفرنسا، الأم الحنون الذي لم يبق لها سوى قداس ثاني عيد الفصح الذي يقام على نيتها تقليدياً في بكركي كل عام، صارت أمّ الكل المرفوضة من الكل والمطرودة من الكل بدليل الجحود والعقوق الممارسيْن إزاء الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس ايمانويل ماكرون. والدروز شأنهم شأن الموارنة بعد انكفاء الانكليز وتحوّل روسيا من شيوعية الى ارتوذكسية. أما السنّية السياسية فلم تعد الابن المدلل للسعودية لوجود وريث يمثلها غير مرغوب فيه لدى الوريث الملكي حيث لم تركَب الكيمياء بينهما. تبقى الشيعية السياسية المتفوق الوحيد على أقرانها احتضاناً وتمويلاً وتسليحاً ووصاية وولاية. وهنا ليس المطلوب كيمياء، بل فقط ولاء.
نعم لبنان في حرب دائمة بدل أن يكون في ثورة خاطفة، الثورة الإصلاحية الإنقلابية مفيدة، أما الحرب فعبثية تدميرية على طريقة عليّ وعلى أعدائي وأصدقائي يا رب.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها