فرنسوا ضاهر

الأحد ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 09:02

المصدر: صوت لبنان

حرب غزة حرباً عبثيّة

تبقى حرب غزة حرباً عبثية :

١- لأنها لن تستردّ شبراً واحداً من أرض فلسطين المحتلة من الكيان الصهيونى.
٢- لأنها لن تزيل دولة إسرائيل عن الخارطة الكونية.
٣- لأنها حرب مواقع، تدميريّة للكيانات المتحاربة وقاتلة لشعوبها.
٤- لأنها لا تغلّب مشروعاً سياسياً على مشروع آخر.
٥- لأن لا قدرة لها لأن تعدّل في موازين القوى السياسية المتصارعة، الإقليمية والدولية.
٦- لأنها تُستخدم فيها الشعوب دروعاً بشرية تحتمي بها الأنظمة السياسية التي تحكمها.
٧- ولأن الانتصار فيها هو عبثيٌ أيضاً، لكونه لفظي وإعلامي فحسب، إذ لا قدرة ولا مكان لأن يسجّل أحد المتحاربين خرقاً سيادياً على الفريق الآخر.
٨- لأن الشعوب وحدها تسدّد فاتورة تلك الفئة من الحروب.
٩- لأنها ترتكز على ثقافة الاستشهاد والموت، بدون أفق واقعي وعملي او مردود فعلي.
١٠- لأنها اداة، غالباً ما يستخدمها السياسيون، الذين يفتعلونها ويقودونها، لتثبيت دعائم حكمهم لشعوبهم.
١١- ولأنها قابلة لأن تتكرّر بصورة دورية متلاحقة ولامتناهية. بدليل الحروب التي خاضتها غزة منذ سنة ٢٠٠٨ وحتى اليوم.
١٢- لأنها من شدّة عبثيتها يصحّ توصيفها بالارهابية، لناحية إستباحتها قتل المدنيين العزل وتدمير أرزاقهم من الطرفين المتقابلين.
١٣- وإنه للخروج عليها لا بدّ أن تتحوّل الى حرب نظاميّة تحريرية يتمّ فيها كسر كل قواعد الاشتباك المجانية الخاصة بها والمفصّلة أعلاه.

من هنا، يكون لبنان، الذي خاض حرباً عبثية سنة
٢٠٠٦، مدعواً لأن يبقيَ نفسه بمنأى عن إندلاع أية حرب عبثية جديدة على أراضيه تحت أي إعتبار سياسي كان، حتى ولو كانت القضية الفلسطينية.
وقد إحتضنها منذ سنة ١٩٤٨ وما زال، رغم ما أصابه منها وبسببها.

القاضي السابق
والمحامي فرانسوا ضاهر

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها