حرب لغات!

اتخذ لبنان قرار الحرب على ألمانيا وضمن بذلك حقه في المشاركة في مؤتمر سان فرانسيكو الذي انعقد في حزيران من العام ١٩٤٥ وحضرته دول الحلفاء، مصطاداً عصفورين بطلقة واحدة: تكريس استقلال لبنان دولياً، ودخوله عضواً مؤسساً في هيئة الأمم المتحدة.
في المؤتمر، انبرت وفود الدول تتحدث بطلاقة عن ارتكابات هتلر، وعن صيغة الميثاق المقترح لانشاء الأمم المتحدة. وكان رئيس الوفد اللبناني وزير الداخلية وديع نعيم غير ملمّ كفاية باللغة الفرنسية ولا يتقن الانكليزية، فارتأى الوفد تكليف شارل مالك التحدث باسمه، ففعل وأجاد وقوبل بتصفيق حار من المؤتمرين.
لكن حصل ما ليس بالحسبان. فقدعاتب رئيس الوفد الفرنسي وزير الخارجية جورج بيدو Georges Bidault الوفد اللبناني على القاء كلمته بالانكليزية بدل الفرنسية والذي قال إنها كانت لغة لبنان الرسمية الى جانب العربية. وبالفعل شهدت أروقة المؤتمر تنافساً حاداً بين اللغتين وتقدم اللغة الانكليزية على الفرنسية بعدما تربعت الأخيرة على عرش لغة الديبلوماسية في العالم قرنين كاملين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها