محمد علوش

الأحد ١٦ نيسان ٢٠٢٣ - 17:08

المصدر: المدن

حروب نفوذ بين عصابات الضاحية.. ورصاص يقتل العابرين

في الصيف الماضي، قُتل طفل في محل لبيع الخضار، في الضاحية الجنوبية، بعد إصابته برصاصة عن طريق الخطأ بسبب إشكال مسلح. ومنذ أيام، في 10 نيسان، قُتل الشاب مازن سليم بعد إصابته في صدره عن طريق الخطأ. ليحصد السلاح الفردي المتلفت روحاً جديدة، لا ناقة لها ولا جمل. ذنبها أنها تعيش في بيئة خطيرة، تحضر فيها الدولة حيناً، وتغيب أحياناً.

مشاكل عائلية.. تُصيب العابر
لا علاقة للشاب المقتول مازن سليم بكل القضية التي أدّت إلى قتله. فحسب مصادر مطلعة، نفد البنزين من دراجة سليم في المكان والزمان الخاطئين، وحاول تأمينه قبل أن يتلقى رصاصة في صدره عن طريق الخطأ، كانت موجّهة نحو شخص آخر، أطلقها عليه أشخاص من سيارتهم على طريق المطار بعد منتصف الليل، بسبب مشاكل عائلية بين آل حموي وآل الأطرش.

وفي التفاصيل، هناك علاقة مصاهرة بين العائلتين، وبسبب مشاكل بين الزوج وزوجته، تدخل أخوة الزوجة لتحصيل حق أختهم، فلاحقوا الصهر وأحد أقربائه لإطلاق النار عليهما، فكان “صدر” مازن سليم بالمرصاد للرصاصة التي سرقت عمره.

هذا التفلت في الشوارع يجعل السكان بخطر كبير، فمن لا يموت فقراً ومرضاً، يموت برصاص طائش. فما بين الأوزاعي وطريق المطار والضاحية الجنوبية، رصاص يوميّ، ومن لا يموت قد يتعرض للسرقة.

اشتباكات ورسائل نارية
تكاد لا تخلو نهارات الضاحية الجنوبية ولياليها من أصوات الرصاص، الناجمة إما عن اشتباكات مسلحة، كما يحصل في مناطق الشويفات، الكفاءات، الليلكي، وإما عن رسائل نارية كما كان يحصل مؤخراً في منطقة السانت تيريز. وسبب هذه الاشتباكات -حسب مصادر أمنية متابعة- حرب النفوذ بين العصابات، تماماً كما نشاهد في أفلام العصابات الأميركية.

تُشير المصادر إلى أن الضاحية بالنسبة للعصابات مقسّمة إلى مناطق نفوذ. تسيطر على كل منطقة عصابة، إما تحمل صفة عائلية، وإما تكون عابرة للعائلات كما في الشويفات، وبعض العصابات الناشطة ما بين برج البراجنة وحارة حريك. إنما في كلا الحالتين، يتم تطعيم العصابات بعناصر سورية وفلسطينية، خصوصاً العصابات العاملة في تجارة المخدرات (راجع “المدن”).

الجديد اليوم بحسب المصادر هو استخدام “الأجانب” وتحديداً السوريين في عمليات إطلاق النار وتوجيه الرسائل النارية، وتنفيذ عمليات التصفية بعد أن استُخدموا في عمليات ترويج المخدرات، مشيرة إلى أن العصابات التي يقودها لبنانيون بشكل عام، يستغلون النازحين بشكل كبير، فتكون العمليات الخطيرة من نصيب السوريين.

محاولات أمنية خجولة
تحاول الأجهزة الأمنية وعلى رأسها مخابرات الجيش اللبناني العمل على تفكيك هذه العصابات وتوقيف اعضائها، لكن ضمن الإمكانات المتاحة، وقد سبق وأن تحدثنا مراراً عن كيفية عمل الأجهزة والصعوبات التي تواجه عملها والعوائق التي تصعّب عمليات التوقيف، وبطء العمل القضائي (راجع “المدن”).

إلى جانب عمل الأجهزة الأمنية يحاول حزب الله القيام بمبادرات أمنية خجولة، عنوانها “إجراءات أمنية تُقام ليلاً” في الشوارع داخل الضاحية، بدأت تتكثّف منذ فترة، بعد أن خفُت بريقها خلال الفترة الماضية. وهذه الإجراءات تُعطي شعوراً “بوجود الأمن”، لكنها لا تحققه كما ينبغي، لأن أمن الضاحية يحتاج إلى عمل أمني استخباراتي، يؤدي إلى توقيف قادة العصابات. وأغلبهم، حسب المصادر، معروفون.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها