جورج يزبك

الثلاثاء ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:37

المصدر: صوت لبنان

حكامنا Second hand

لبنان العصر الحجري، وكأن المسؤولين ما زالوا يعيشون في بلد آخر لا حراك فيه، لا انترنت فيه، لا عقل فيه، بلد يقول مسؤولوه لشعبه: اشتغلوا وكلوا واشربوا ودخنوا وانجبوا وناموا. دولة تقول لرعاياها السلطة تفكر عنكم، وتنتخب عنكم، وتقبض منكم وعنكم، وتدفن موتاكم على حسابكم.
مناسبة الكلام ان الوفد اللبناني اشترط للذهاب الى ترسيم الحدود عدم تصوير اللقاء كي لا يرى اللبناني والعربي والاجنبي، كي لا يرى ابن الضاحية والجنوب والبقاع وجبل لبنان والشمال وبيروت وفي كل مكان من لبنان ان دولته، ان عسكره، يجلس على ذات الطاولة مع دولة اسرائيل وجيش اسرائيل. فعلاً أذكياء أو أغبياء، لم أعد أعرف.
واشترط لبنان ان لا تكون مصافحة، ولا يكون حوار ولا طرف كلام بين الوفد اللبناني والوفد الاسرائيلي، يكون الكلام المباح فقط من خلال الوفدين الاممي والاميركي. على من تضحكون؟ على من تدلسون؟ اجلسوا وارتشفوا القهوة وناقشوا وجادلوا واحفظوا حق لبنان. وأوقفوا سخافاتكم. كأن المشكلة في الصورة أو في السلام والكلام، أو في نظرية المؤامرة التي اعتشتم منها وشحدتم عليها.
يذكرني هذا، وأنا تلميذ، بمنجد “لاروس” المستورد، حيث كان يخضع قبل وصوله الى لبنان لمحو العلم الاسرائيلي من على متنه، بمقص الأمن العام اللبناني. وكنت ورفاق الصف نسأل هل اشترينا قاموساً مستعملاً، ليتبين أن دولتنا مستعملة،
، وليتبين أكثر أن حكامنا Second hand.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها