حكام السياسة وحاكم المال

طار جنى العمر. اذا كانت هذه شكوى فخامة رئيس الجمهورية، فكيف حال ناس الجمهورية؟ اذا كانت هذه شكوى الراعي، فكيف حال الرعية؟ اذا كانت هذه شكوى اللبناني الأول، فكيف حال اللبناني الاخير الغارق على أربعمئة متر في بحر طرابلس؟ كنت لأحترم الرؤساء والوزراء والنواب والمصرفيين والنافذين لو أقر واحد منهم بفعلته، لو اعترف بعضمة لسانه أنه نعم استفاد من الفوائد والفواحش فأودع بالليرة، ثم استفاد من معلومات مستقاة بحكم مركزه فانقلب على الليرة وانتصر لمصلحته الشخصية بالدولار، ثم استفاد من نفوذه فأخر الكابيتال كونترول ليهرب ويهرّب أمواله. لكن
للأسف، انربط لسان أهل السلطة وخيّم على رأسهم الطير وبلعوا ريقهم، وتضامنوا في السراء خوفاً من ضراء يفضحهم جميعاً. هكذا عارضوا رياض سلامة ثم جددوا له. وأقولها من الآن: الحاكم لن يحكم عليه لأنهم جميعاً احتكموا اليه لتغطية أفعالهم، فحمى حكام السياسة حاكم المال المحكوم بألف دعاء ودعاء. يكفي أنه المؤجر والمستأجر والشاغل في آن: رياض سلامة المستفيد الاقتصادي الفعلي أو ما يعرف باللغة القانونية ب bénéficiaire économique أجرّ شقة في ال champs-Elysées للمستأجر مصرف لبنان. وتقولون بريء وأبرياء حتى اثبات العكس. في الدول المتحضرة قانوناً، عبء الاثبات هنا على من ادعي عليه وليس على من ادعى.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها