سمير سكاف

السبت ١١ أيلول ٢٠٢١ - 09:29

المصدر: صوت لبنان

حكومة “التخدبر” أم الانهيار الأخير؟! والتفاؤل الذي بُني على باطل هو باطل!

حكومة الميقاتي، من دون تشاؤم، لا خير فيها! فما بعد صورة الاثنين الرسمية “بتروح السكرة وبتجي الفكرة”! وعندها تبدأ مرحلة اكتشاف أن الوضع أصعب مما كان يعتقد الوزراء! ومرحلة “ما خلونا” للوجوه الجديدة التي تدرك في قرارة نفسها “أنهم”…”ما رح يخلوهن”!

مقاربة تأليف لا يمكنها إخراج لبنان من جهنم!

إن مقاربة تأليف الحكومة مغلوطة بالأساس، بمعزل عن الأفراد فيها. فالهدف منها الايحاء بنية “الترقيع”. في حين أن الهدف الحقيقي هو المحافظة على المواقع وعلى النفوذ لكل من الأفرقاء، بمعزل عن أي إرادة إصلاحية! ولا يمكن لحكومة الميقاتي وقف انهيار أي من المؤسسات الرسمية ولا الخاصة. ولا يمكنها كبح جماح الدولار. ولا دعم المستشفيات، ولا دعم المدارس… ولا يمكنها القيام بأي اصلاح. فما بُني على باطل هو باطل! وهذه الحكومة مبنية على محاصصة مذهبية طائفية لأحزاب السلطة، مع حفاظ كل منها على جيوشها التخريبية وعلى فسادها في الادارة وفي المحميات المالية! فلا ينتظرن أحد عملية “أيادٍ نظيفة” أو استقلالاَ للقضاء أو سجن أي فاسد أو محتكر في عهدها! و”البحر بيكذب الغطاسين”! وحكومة الميقاتي لن تحصل على ما لم تحصل عليه حكومة دياب من مساحة اصلاح لبعض من أفرادها! إن سقف انجازات حكومة الميقاتي هو سقف انجازات حكومة دياب بأحسن الأحوال. ومن الأرجح أن السقوط الحر (Free fall، Chute libre) سيبدأ قريباً! أما ترجمة “شد الحزام” الذي يطالب به الرئيس ميقاتي فهو طلب من المواطن الاقدلم على الانتحار… في جهنم!

الحكومة ليست مجموعة وزراء! إنها قرار سياسي مشترك

قد يقول البعض انظروا الى السيرة الذاتية للوزير فلان أو فلان. والسير الذاتية قد تكون مشرفة لعدد من أصحابها. ولكن الحكومة حكومة سياسية، قرارها سياسي. وتوجهها سياسي. ونتائجها لا يمكن أن تتغير عن سابقاتها، لأنها مبنية على هذه التبعية المذهبية والطائفية لزعماء الطوائف الذين يضعون عند اللزوم سقوفاً سياسية غير اصلاحية لمعظم وزرائها!

من يستقيل من هذه الحكومة أولاً؟!

هناك أكثر من اسم، غير حزبي، في هذه الحكومة سيقدم استقالته بعد أن يكون اكتوى بنار تجربة لن تؤدي الى أي نتيجة!

اسقاط الحكومة في الشارع

هل ترفع حكومة الميقاتي الدعم؟ وهل يُرفع الدعم عنها؟ حكومة الأشهر الثمانية، اذا لم يتم التمديد للمجلس النيابي مهمتها الاساسية تخدير الشعب لتمرير الانتخابات النيابية بأقضل الظروف المناسبة لأهل السلطة!

ومن الأرجح أن تسقط هذه الحكومة في الشارع، أو بضغط منه، مثل سابقاتها! فإذا كان البعض يعول على تراجع الشارع، فإن الشارع قادر أن يستفيق في أي لحظة! وقادر أن يسقطها… من دون مفاجأة!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها