جورج يزبك

الخميس ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 16:35

المصدر: صوت لبنان

حكومة لفصلين أم لإبعاد رجلين؟

بعد سنة تماماً، وتحت الضربات الموجعة للثورة، خرج الحريري من السراي مقدماً استقالة حكومته التي بدت يومها وكأنها نابعة اخلاقياً من ثقافة الثورة، وبدا الحريري من خلال الاستقالة متخلياً عن بطاقة انتسابه الى الطبقة السياسية، ومتقدماً بطلب انتساب الى صفوف الثورة كعضو عامل.
الا ان شيئاً من هذا لم يحصل، بل ظهر الحريري وكأنه يعد الرؤوس التي ستتدحرج على درج السراي، ويعدّ الايام التي تفصله عن العودة. واليوم يعود الرئيس الحريري انما على حصان اعرج، يعود بأصوات غير مسبوقة نزولاً، اخذ نصف الشيعة والنصف الثاني اعطاه ما يريد حتى دون ان يكلف الحزب نفسه بتسميته، اخذ الموارنة المتفرقين واصوات المردة وقد يأخذ تيار زغرتا ما يريد اليوم في الحكومة وغداً في استحقاقات اعلى، أقله سيكون ذلك ديناً على الحريري لسليمان فرنجيه. أخذ كل الارمن، واغلبية السنّة. اذاً الحريري في قصر بعبدا لاستلام جائزة الترضية بعد حفلة تأنيب تعرض لها امس بلسان رئيس الجمهورية والتي ستترجم بالتأليف وبالاخص في حصة الوزراء المسيحيين. الطريق وعر.

الرئيس عون قال للحريري امس، تريد رئاسة الحكومة، ستأخذها، لكن انتظرك على كوع التأليف المسيحي، لكن السؤال: هل رئيس الجمهورية مطلق اليدين في الداخل والخارج، خاصة بعد الموقف الفرنسي المهتم والمنبّه، هل عون حرّ اذاً في انتاج أزمة حكم ستقضي على ما تبقى من عهده، أم سيكتفي بفشة الخلق التي عبّر عنها امس بكل فصاحة؟
وهل حكومة الحريري ستكون فعلاً حكومة لفصلين، ولضمان اصلاحين، الكهرباء والفساد، ولابعاد رجلين، جبران باسيل وخياله من مثل ريمون غجر، ام ستكون حكومة الموقت دائم وحكومة كل العهد وربما ما بعد العهد على شاكلة حكومة تمام سلام في نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان؟ كل هذه التدابير الاحتياطية ستؤخذ بالحسبان وستكون أكثرية الثلث المعطل الجاهز للاستقالة المضمونة أكثر من ملحة هذه المرة في الحسابات المشتركة للتيار وحزب الله. الله يستر

.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها