play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الجمعة ١٤ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 07:33

المصدر: صوت لبنان

حوارات ٢٠٠٦ الى ٢٠٢٢

في آذار ٢٠٠٦، عقدت أول طاولة حوار دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري وخلصت الى التوافق على جمع سلاح الفلسطينيين خارج المخيمات، وترسيم الحدود، والحقيقة في اغتيال رفيق الحريري. وبقي مصير هذه العناوين في الدرج، تماماً كما رمي اعلان بعبدا في السلة، ومعه الاستراتيجية الدفاعية.
في حزيران ٢٠٢٠، انعقدت طاولة حوار في بعبدا وكأن رئيس الجمهورية أراد تقوية وتمنيع حكومة حسان دياب المستضعفة. في العام ٢٠٢٢، لجأ رئيس الجمهورية الى الحوار قبل أشهر من نهاية العهد كبدل عن ضائع عن فك أسر الحكومة، والحوار يقرأ هنا نسخة متطورة عن اجتماعات المجلس الاعلى للدفاع كبديل موقت عن الحكومة الممنوعة.
الموقف من دعوة رئيس الجمهورية الى طاولة الحوار يعيد فرز السياسة بين مؤيد ومعارض، ويعيد انتاج نوع من ١٤ آذار من دون بريستول ومن دون أمانة عامة. أما ٨ أذار فموجودة ولم تتغير، ودمها لا ينقلب ماء مهما كانت بالفعل تباينات، أو اصطنعت لزوم المرحلة خاصة بين بعبدا والضاحية، وبين التيار وح-ز-ب ا-ل-ل-ه، وبين التيار والمردة، مع ثلاث مفارقات:

مفارقة نبيه بري الذي اعتبر نفسه أول المشاركين في طاولة الحوار وآخر المتخلفين عنها، لكن على طريقته. فهو استبق حوار بعبدا بمونولوغ على خطين: رفض تقييد الدورة الاستثنائية لمجلس النواب بجدول اعمال مرفق بمرسوم فتح الدورة موقعاً من عون وميقاتي، ورعى حوار الشارع أمس حيث بصماته موجودة وتهدف الى تنفيذ قول سابق له: الله لا يخليني اذا خليت عون يحكم.
ومن هنا جاءت مقولة رئيس الجمهورية “ما خلوني”.
مفارقة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الباقي ضمن ٨ لكن المنفصل عن التيار لأسباب رئاسية. وبموقفه الحضوري في بعبدا والغيابي عن طاولة الحوار، يبقى قريباً من سعد الحريري من دون أن يبتعد عن حزب الله، ويبقى بعيداً من جبران باسيل من دون أن يبتعد عن القصر الجمهوري الباقي في باله.
مفارقة وليد جنبلاط الذي اعتذر ، لكن عذر الرشح لم يمنعه من الاستمتاع بمقال Rivka Galtchen في New Yorker بعنوان
‏Why Scientists Become Spies
أو كيف ” يُصبِح العلماء جواسيس” . لكن عندنا في جمهورية الغباء، عملاء لا علماء، وفي دولة المتاريس، طواويس ونعم جواسيس.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها