جورج يزبك

الثلاثاء ٤ آب ٢٠٢٠ - 08:24

المصدر: صوت لبنان

خارج الخدمة

نواطير الدولة نائمة وأصحاب الأيادي الطويلة والجيوب المنفوخة تعبث بالخزينة غرفاً بالمباشر وجرفاً من المعابر الرديفة وحرفاً عن كل أخلاق.
رئيس الحكومة أخذ قراره: الإقامة في السراي أطول مدة ممكنة واذا أمكن حتى نهاية العهد. حتى ولو اقتضى الأمر الإستغناء عن كم وزير مشاكس. ولا شيء عنده ليخسره. فلا شعبية له. ولا شارع ليخشى فقدانه اذا لم يتمكن من خدمته. مقيم بالقوة وبالمتعة، لكن مفتاح البلد وجواز العصمة ليسا بيده. فهو يعرف أنه صار رئيس حكومة بالصدفة، أو الأصح انه صار بالخدمة لأن غيره استهلكته السلطة. لكن عما قريب سيصبح شاغل السراي أيضاً خارج الاستعمال، سيوضع خارج السير، نوعاً من أنقاض سياسية لأن حكومته اكتفت بالسلبي: لم تدفع سندات اليوروبوندز. لم تنجز أي اصلاح. لم تطعم جائعاً. لم ترو عطشاناً. لم تكس عرياناً. لم تزر مريضاً. لم تهذب مخالفاً. لم تردع سلاحاً. لم تسجن مخالفاً لا في الأكل ولا في الشرب. لا في اللحوم ولا في الدجاج. لا في الصرف ولا في الممنوع من الصرف. لا في الصحة ولا في غير الصحة. لم تقنع صندوق النقد. حتى صانع أحذية ولو اسمه أديداس حظي من دولته بتمويل لثقة ألمانيا به. معاذ الله التشبيه. لكن صرنا في لبنان – الدولة نحسد شركة الأحذية، وعسى ألا نحسد غداً ماسح الأحذية، على الأقل هذه صنعة شريفة يأكل صاحبها من عرق جبينه. فلنفتش عن أكلة الجبنة من عرق اللبنانيين ودمهم ودموعهم. فلنفتش عن لابسي ربطات العنق الأنيقة.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها