play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الأربعاء ٩ آب ٢٠٢٣ - 08:06

المصدر: صوت لبنان

خاطف الدولة أو مانعها

في قراءة متأنية لكل كلمة لفظها رئيس التيار جبران باسيل في موقفه يمكن الوصول الى الاستنتاجات التالية:
أولاً- قال متوجهاً الى ح ز ب ا ل ل ه : اعطونا اللامركزية والصندوق الائتماني وهذا مكسب للبنانيين وليس للتياريين :
هذا الكلام يعني واحداً من ثلاثة أمور وجميعها فيها اتهام لح ز ب ا ل ل ه:
١- إن ح ز ب ا ل ل ه خاطف الدولة، وهذا سيء، ويريد باسيل مقابل التساهل في اسم الرئيس تحرير بعض أصول هذه الدولة في النظام السياسي من السجن التكديري المحبوسة فيه، وفي هذا تأكيد لمواقف المعارضة.
٢- إن ح ز ب ا ل ل ه هو حاجز الاصلاحات ومانعها، وهذا أسوأ، ويحمّل باسيل هنا ح ز ب ا ل ل ه كل الموبقات السياسية والمالية والاقتصادية الحاصلة في الدولة من جرائم مالية وتهرب وتهريب وانهيار اقتصادي. وهنا أيضاً يبقى عقله في المعارضة.
٣-إن ح ز ب ا ل ل ه هو الدولة، وهذا هو الأسوأ لكن قد يكون الأصح، وقادر بالتالي أن يعطي أو يحجب، وفي هذا اتهام مباشر للحزب بحبس اللامركزية منذ التأشير عليها في اتفاق الطائف، وبالتالي اتهامه بمصادرة اتفاق الطائف، وفي كلام باسيل هنا شحن طائفي بين الشيعية السياسية والسنية السياسية ببوق المارونية السياسية.
إن في كلام رئيس التيار اعترافاً صريحاً بأن ح ز ب ا ل ل ه مالك الدولة او مانع الدولة وفي الحالتين هناك مشكلة سيادة، فكيف السبيل الى اللامركزية والصندوق الائتماني وهي مفاهيم سيادية في السياسة والمال، تطلب لتعطى من جهة تصادر السيادة، وبالتالي فاقد السيادة لا يعطيها.
ثانياً- ما لم يقله رئيس التيار مباشرة أن خصمه الأول اليوم في الجمهورية ليس نبيه بري ولا سليمان فرنجية ولا جوزف عون، هو نجيب ميقاتي وأي تنازل لانتخاب رئيس للجمهورية هو للانتهاء من الحالة الرئاسية التي يمثلها ميقاتي وحكومته، وشرطه هنا عدم عودة ميقاتي الى السراي، خاصة وأن باسيل لم يستطع، رغم كل القوة الوزارية التي يملكها، أن يحدّ من دائرة العمل الحكومي ومدى النفوذ الذي يجنيه رئيس الحكومة بسبب الشغور الرئاسي وفي معرضه، وآخر تمدد لميقاتي كان اللقاء التشاوري في الديمان.
واضح أن باسيل خسر بخروجه من دائرة ح ز ب ا ل ل ه ولم يربح بدخوله بيئة المعارضة فقرر التخلص من حالة ال loose loose situation التي وجد نفسه فيها. لهذا قال المطروح مع ح ز ب ا ل ل ه ليس تراجعاً أو تنازلاً أو صفقة أو “تكويعة” بل عمل سياسي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها