منير الربيع

الأثنين ٢١ آب ٢٠٢٣ - 11:12

المصدر: المدن

خطوط متقاطعة إيرانية سعودية: “الحزب” يطمع بتفاوض مباشر؟

هل يواكب لبنان حركة الاتصالات واللقاءات السعودية-الإيرانية؟ حتى الأمس القريب، لم يظهر أي ارتباط مباشر بين مسار التهدئة بين طهران والرياض والملف اللبناني. أصوات كثيرة خرجت لتعتبر أن هناك فصلاً بين الملفات، وهو أكثر ما حاولت التركيز عليه أجواء ح-ز-ب ا-ل-ل-ه. وذلك للقول إن الملف اللبناني يحتاج إلى مفاوضات مباشرة منفصلة عن الملف الإقليمي.

رسائل ديبلوماسية متقاطعة
يتجدد الكلام عن إمكانية شمول لبنان بالمحادثات الإيرانية السعودية، ولا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة السعودية، ولقائه بنظيره فيصل بن فرحان. على خطّ آخر، وبعد زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي إلى طهران، تواترت معلومات ديبلوماسية عن أن طهران وعدت الدوحة بالمساعدة في لبنان. يأتي ذلك بعد إنجاز حققته الديبلوماسية القطرية في ملف إطلاق سراح رهائن أميركيين في إيران مقابل الإفراج عن أموال إيرانية.

تزامناً مع زيارة عبد اللهيان إلى السعودية، كان مساعد وزير الخارجية الإيرانية لمنطقة شمال آسيا وغرب أفريقيا مهدي شوشتري يجري زيارة إلى لبنان. ديبلوماسياً، لا يمكن فصل الزيارتين عن بعضهما البعض، وسط معلومات تفيد بأن عبد اللهيان قد نقل رسالة واضحة إلى السعودية بأن ح-ز-ب ا-ل-ل-ه في لبنان حريص على التفاهم معها أو التقاطع، وعدم الذهاب باتجاه أي خيار يؤدي إلى استفزازها أو تحديها. هذا الموقف يتطابق مع ما كان قد أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه برّي للسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، بإصراره على إنجاز أي تسوية بناء على تفاهم مع المملكة.

“تخفيف” الخصومة
قبل زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني، التي التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأمين عام ح-ز-ب ا-ل-ل-ه السيد حسن نصر الله، زار لبنان وفد من لجنة الشؤون الخارجية الإيرانية. ولا يمكن فصل الزيارتين عن المسار الديبلوماسي المفتوح، ومحاولات ربط لبنان به، بما يرسي التهدئة والبحث عن بعض التفاهمات والتقاطعات. وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن هناك جملة ملفات لا بد من بحثها، على الخطين. بعضها يتعلق بملف اليمن، وبعضها الآخر يرتبط بالملف اللبناني، في حال العودة إلى رسالة عبد اللهيان.

في هذا السياق، توحي المعطيات بأن ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ينتظر تحصيل شروط سياسية لبنانياً، من القوى الخارجية، ولا سيما السعودية. هناك سعي لخلق تقاطع معين بحال لم يتم الوصول إلى اتفاق، وبالتالي، التخفيف من الخصومة أو العداوة، والتنازل عن اللغة “الحادة”، والبحث في أمور سياسية يمكنها أن تكون مفيدة للجانبين. في المقابل، هناك من يشير إلى التصعيد السياسي والإعلامي القريب من الحزب في شن هجوم على السعودية. وهو ما تضعه مصادر متابعة بأنه في سياق التوازن بين المواقف، أي إرسال أجواء إيجابية، مقابل إرسال إشارات تصعيدية. وذلك بغاية استدراج نوع من التفاوض، وفتح قنوات التواصل، خصوصاً في ظل محاولات تقوم بها جهات عديدة لإرساء تواصل مباشر أو غير مباشر بين الجانبين، للوصول إلى تسوية في لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها