play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات )

جورج يزبك

الخميس ٢٧ تموز ٢٠٢٣ - 10:26

المصدر: صوت لبنان

خيمة القذافي

انتهز رئيس الجمهورية أمين الجميّل انعقاد القمة العربية في الجزائر في ٧ حزيران ١٩٨٨ لطرح الأزمة اللبنانية. نجح نظرياً في شرح وجهة نظر لبنان، لكن نجح عملياً في منع الرئيس الليبي معمر القذافي من إحداث أزمة في المؤتمر. بدأت إشكالية القذافي برفضه النزول في الاجنحة الفخمة في فندق أوراسي المخصصة للملوك والرؤساء العرب، وحاول نصب خيمة في حديقة قصر المؤتمرات للإقامة فيها الأمر الذي لم يسمح به أمن المؤتمر. الإشكالية الثانية مطالبته بإدانة العدوان الجوي الأميركي على طرابلس وبنغازي ببيان رسمي صادر عن القمة. لم يكن بوسع القمة بخاصة الدول المعتدلة إصدار مثل هذه الإدانة. وبحكم الجوار بالترتيب الأبجدي بين لبنان وليبيا، كانت كرسي الرئيس اللبناني الى جانب الرئيس الليبي. همس الجميّل بأذن القذافي اقتراحاً يقضي بتسجيل موقف ليبيا في وثيقة تدرج في المحضر الرسمي للقمة من دون الزام رؤساء الدول شخصياً بالادانة. أعجب القذافي بالفكرة وطلب من الجميّل صياغتها وطرحها وهكذا كان. وساد استغراب في القاعة كيف عدل القذافي عن إصراره على منع المؤتمرين من الانتقال الى جدول الأعمال قبل البت بطلبه. لاحقاً دعا القذافي الجميّل الى جناحه وأهداه الخيمة التي لم يستطع نصبها مرفقة بقوله: فخامة الرئيس أنت رجل صالح أقدرّك كثيراً، ومن المؤسف ألا تكون مسلماً. أما الخيمة فنصبها الرئيس اللبناني في حديقة منزله في بكفيا.
غداً، بين ميشال عون وعبد الله الراسي

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها