دار الشفاء للتوليد

كنت اعتقدت لوهلة أن الرؤساء والوزراء والنواب سيهجرون الوظيفة الرسمية لقلة الموارد وضآلة المعاش ومحدودية الأنتجة غير الشرعية، كما حصل في غير قطاع عام وخاص. لكن فاتني أن السلطة والمال توأم، وأنهم لن يعدموا وسيلة للكسب غير المشروع، حتى ولو انخفض التأييد الى مستوى ٦٥ صوتاً، لأن الأهم هو الفوز بالمقعد، فالأرقام تذهب وتأتي، تعلو وتنخفض، والمقعد باقٍ. فكل سياسي هو كالمولود الجديد، فم جائع رغم تخمته، مع فارق أن المولود العادي مشروع جائع حقيقي في لبنان، ومشروع مواطن مديون بمئة مليار دولار وأكثر. فلبنان دولة فقيرة، لكن بقي غنىً في حدّ معقول من الديمقراطية على أساس أن الحكام في الدول الفقيرة يجنحون الى الغاء الديمقراطية في الحكم وإلهاء العامة بلقمة العيش. المسؤولون عندنا مثل آل البوربون، لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً، كما قال فيهم تاليران. إنهم باقون لأنهم حراس الخارج. رحم الله الرئيس صائب سلام الذي كان يردد في زمن القضية الفلسطينية أن لبنان صار دار الشفاء للتوليد، تحبل في العواصم العربية وتضع في بيروت. واليوم، في زمن النووي، تحبل في ايران وتلد في كاريش.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها