فرنسوا ضاهر

السبت ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 08:49

المصدر: صوت لبنان

درب الجلجلة ما زال طويلاً…

قراءة في الجلسة السادسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية (٢٠٢٢/١١/١٧) :

١- القوى الممانعة ما زالت على إنقسامها الداخلي تدور حول مرشحين رئيسيين (باسيل وفرنجية) ومرشح ثالث مضمر (جوزف عون) تناهضه في الظاهر وتواليه في الباطن.

٢- القوى المعارضة ما زالت هي أيضاً على عدم توحّدها، لان النواب التغييريين في غالبهم وحتى تاريخه، لا يظهّرون فكراً سياسياً ناضجاً ولا رؤية إستراتيجية ولا تواضعاً. إذ يحدثون شرخاً، وكأنه متعمّداً، بتسميتهم لمرشحين لا يستقطبون بمواصفاتهم أكثرية مطلقة حولهم.

ولأن كتلة الاعتدال الوطني لم تحدّد بعد هويتها السياسية، وهي ما زالت تدور على ذاتها بين إتمام تسوية مع القوى الممانعة حول أحد مرشحيها (فرنجيه) او المثابرة في التوجه المعارض بمرشح غير ميشال معوّض.

٣- كما وإن القوى الممانعة بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي تعتمد إستراتيجية الحؤول دون إتمام دورات الاقتراع اللاحقة للدورة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من باب إفقاد جلسة الانتخاب نصاب الثلثين في تلك الدورات، وذلك خلافاً لحكم المادة ٤٩ دستور.

٤- كما تعتمد تلك القوى أيضاً عدم التصويت لمرشّحيها او لأحدهم لأنها ما زالت تعمل على الجمع في ما بينهم.

٥- وهي تسعى، في كل الأحوال، الى إستدراج القوى المعارضة الى إتمام تسوية رئاسية معها حول أي من مرشحيها الثلاثة حصراً. لان مثل تلك التسوية تبقي على وضع يدها على الرئاسة الأولى في البلاد. وقد إبتدعت لها مجموعة من الممارسات والتجاوزات غير الدستورية، تمكّنها من التحكّم بكل مفاصل السلطة الاجرائية، كما حصل في عهد الرئيس ميشال عون المنقضية ولايته.

٦- وبذلك، تكون تعمل القوى الممانعة على تعطيل دورة الاقتراع الاولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتصويت بالورقة البيضاء وتعطيل دورات الاقتراع التي تليها بإفقادها نصاب الثلثين.

٧- وإذ يتمّ كل ذلك، بفعل تصدّع القوى المعارضة وتشرذمها وتشتّتها وتبعثرها حتى باتت بعض الكتل النيابية الوازنة فيها تبرّر لنفسها، بأدائها الملتبس ولا سيما موقفها من المخالفات المتعدّدة الأوجه لحكم المادة ٤٩ دستور، “تسوية رئاسية” بأحد مرشحي القوى الممانعة، تعيد البلاد الى التسوية التي أبرمتها سنة ٢٠١٦ وأوصلتها الى كل أوضاعها الحالية.

٨- درب الجلجلة ما زال طويلاً … واللبنانيون لم ينضجوا بعد … والسياسيون إياهم، في غالبهم، يتدوّرون على ذاتهم … بين الجهل والعمالة وإنعدام الرؤية …

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها