فرنسوا ضاهر

الأربعاء ١ أيار ٢٠٢٤ - 08:45

المصدر: صوت لبنان

دقّت ساعة الحقيقة

لقد أسلَمت المنظومة الحاكمة البلد ومصيره الى المشروع الممانع على مراحل، بفعل التسويات والتنازلات المتلاحقة والمتعاقبة التي أتمتها معه على مدى ثلاثة عقود. وبخاصة نتيجة تسوية الدوحة سنة ٢٠٠٨ والتسوية الرئاسية سنة ٢٠١٦ والقانون الانتخابي الجديد سنة ٢٠١٧ والتفسيرات والممارسات الشاذة التي أعطيت لأحكام الدستور، بمعرض تكوين وطريقة عمل المؤسسات الدستورية المركزية.

حتى بات تحييد لبنان عن الحرب الإقليمية الدائرة في المنطقة أمراً متعذراً بل مستحيلاً. بخاصة وأن الدولة الاسلامية في إيران قد جعلت من هذا البلد ومن جنوبه تحديداً أرض مواجهة عسكرية مع العدو الاسرائيلي ومنطلقاً لعملياتها العسكرية ضده،
كأرض محاذية له.

وإن منظومة الشؤم التي أتمّت عملية التسليم، بالقول والفعل والامتناع والسكوت والمحاباة والتماهي، باتت اليوم عاجزة عن مواجهة المشروع الإيراني في لبنان، وعاجزة عن تحييده عن الصراع المحتدم في المنطقة العربية الذي يتّخذ منحى الحرب الإقليمية التي قد تتطوّر الى حرب أممية مدمّرة.

من هنا، أضحت الدولة المركزية في لبنان رهينة القوة الإقليمية الخارجية المُمسكة بها، بواسطة حزب الله اللبناني الهوية، والايراني الانتماء والعقيدة. وإن فضّ تلك الدولة والخروج منها وعليها من شأنه أن ينقذ شرائح او مناطق من أبنائها من آتون هذه المواجهة العسكرية المديدة والمجهولة النتائج.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها