play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 07:34

المصدر: صوت لبنان

دور المعارضة الشيعية ورفع الاحتلال الايراني

تأخرت في التعليق على مقال كتبه ميشال شماعي قبيل اشتعال الحرب على غزة التي جعلت الأمور اكثر وضوحا وصعوبة، ويعتبر فيه ان المطلوب لمواجهة الجمود السياسي الذي نعانيه “تغيير استراتيجيات المواجهة مع حزب الله”. وهذا امر جيد، لأن ما اوصلنا الى هنا هي الاستراتيجيات التي اتبعها من يعرفون بالمعارضة.
أشار الدكتور شماعي في مقالته الى الاستعصاء، الذي تعاني منه الجمهورية المتهالكة، في انتخاب رئيس للجمهورية، بفضل ما شخّصه الكاتب انه ” تكريس الاحتلال السيادي للجمهوريّة الاسلاميّة في إيران على السيادة اللبنانيّة باستئثار هذه المنظّمة بقراري الحرب والسلم في الدّولة اللبنانيّة الذي بدت تجلياته واضحة للعيان في اتّفاق السلام الصامت الذي تمّ توقيعه مع العدوّ الإسرائيلي”.
تتطلب الامر كل هذا الوقت والانهيارات للتحقق من ان النظام الإيراني وضع يده على لبنان واصبح يمسك بقرار الحرب والسلم ويعطل جميع المبادرات السياسية. وهنا يتم إغفال من سمح له بذلك؟ أليست سياسات الممسكين بالسلطة في لبنان ومن جميع الأطراف ومنذ حرب 2006 وخصوصاً بانتخاب عون؟
اما الاستراتيجيّة المقترحة للمواجهة، فليست المواجهة العسكرية بالطبع؛ لكن فقط المطالبة بالحماية الدوليّة كواجب وجودي لبناني للبقاء. وهو يقترح في هذا المجال ان يكون “المكوّن الشيعي الذي يؤمن بلبنان التعدّدي مدعوّا قبل غيره، من المكوّنات الحضاريّة، للتحرّك باتّجاه المجتمع الدّولي للمطالبة بتحريره من الصفويّة الإيرانيّة لأنّه المعني الأوّل بذلك”.
لم افهم بداية لماذا هو المعني الأول؟ هل تبين معهم انه اللبناني الحقيقي الوحيد مثلاً؟ أم حان أوان الاعتراف الاعتراف به الآن بعد أن هُمِّش وضُرب من عقر دار سياسات 14 آذار؟ ولماذا يكون معنياً قبل غيره بواجب الاضطلاع بإخراج لبنان مما هو فيه والتوجه الى الشرعية الدولية لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان!!!!
هذا المكون الذي لم يتمكن من ان يبلور نفسه كجهة سياسية بعد، لأسباب كثيرة موضوعية، وأخرى ذاتية، لأن كثراً من مكوناته يرفضون العمل تحت يافطة “شيعية” صافية، ويريدون ان يكونوا جزءاً من يافطة وطنية جامعة. وبغض النظر عن هذه المسألة، يظل السؤال: بأي صفة تمثيلية سيتوجهون الى المجتمع والشرعية الدوليين؟ من هم؟
وهنا اعود للتذكير، بما ظل يردده الخبير بالسياسات الأميركية والدولية وليد فارس، بأن يتقدم 10 نواب فقط من المعارضين، بعريضة تفيد بما يطلبه صديقنا من المعارضة الشيعية حصراً.
المطلوب ممن حصل على تفويض من ناخبيه اللبنانيين لتمثيلهم في البرلمان اللبناني ان يحمل مطلب تحرير لبنان، وليس ممن لا أحد يعطيه شرعية او يعترف به على أي مستوى كان.
هذا هو المطلوب من 31 نائباً من المعارضين السياديين. على كل الان اصبح المطلوب المستعجل ، إيقاف مجزرة غزة، وفقط عدم ادخال لبنان طرفاً في الحرب عليها. وكل هذا لا يتم الا بالوحدة الوطنية وتحرك جميع مكونات المجتمع اللبناني وطوائفه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها