دولة اللمّ

مليار أورو، رقم جديد يضاف الى خزينة مثقوبة من تحت، كل ما يدخل اليها سالك، وكل ما يخرج منها هالك. ما الفرق بين أرملة تحمل طفلها الرضيع وتشحد عليه في الشوارع، وبين سلطة لبنانية تحمل النازح السوري تحت إبطها وتشحد عليه على شاطىء قبرص ورصيف بروكسيل. المرأة جائعة وأحياناً قد تكون محتالة، أما البلد فجوعّه من احتال على سيادته وسرق ليرته وباع وطنه ملياراً وراء مليار. صار لبنان الفتي لكن المريض يشحد من القارة العجوز التي ما كانت لتعطيه لولا اللادولة التي فيه ولولا الخطر الداهم منه عليها. لكن، هل يعطى لبنان مكافأة مجانية على أفعال مطلوبة لم يفعلها. لم ينتخب رئيساً، لم يحترم القرار ١٧٠١، لم يحقق في تفجير المرفأ، لم يحكم على رياض سلامة ورفاقه، لم ينجز اتفاقه مع صندوق النقد، لم يحسم ملف النازحين كما فعلت تركيا والأردن. هذه دولة اللمّ بالمعنيين، لمّ الأموال، ولمّ حرف الجزم والكتم والفرم، بدل أن تكون أداةً للحزم والعزم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها