play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢ آب ٢٠٢٢ - 12:12

المصدر: صوت لبنان

دولة اليومين

الدولة شاطرة بالتخدير والمواطن تعود على التعتير بعدما كان خبيراً في التبذير. هكذا نقلته دولته من ضفة الى ضفة دون أن يرّف لها جفن، وبدل أن تحميه برموش العين، منعت عنه الطحين والعجين والبنزين، والماء والغذاء والدواء والكساء والحذاء، فصار حافي القدمين، صار مشروع جثة ينتظر ساعة ينام قرير العين. دولته نصبت له الكمين ليصبح السجين والمدين، ومنعته من التفكير بالبنين. هذه الدولة أخصت شعبها الذي يحب العائلة، وأحصت أنفاسه، هو الذي يحب الحرية.
يا محلى القات في ليبيا، على الأقل يمضغه الناس على ذوقهم. أما الانسيتيزيا اللبنانية فحرفة أخرى. يمضغون عنك، يمصون دمك، يحقنون في جسمك السمّ لتموت وعليك تقبله كمصل، كعسل، كإكسير حياة.
كتبت الفيغارو أن التضخم وارتفاع الأسعار مستمران الى ما بعد انتهاء فصل الصيف، واستكتر الفرنسيون هذه المدة رغم اقرار قوانين سريعة حصّنت قدراتهم في مواجهة الغلاء. وهكذا فعلت سائر الدول الاوروبية. فعلتها قبل أي تحرك للشارع. عندنا تشاطرت الحكومة على شعبها. ميزّت القضاة كمتحدرين من فخذ جوبيتر. وبالآخر اعترفت لموظفي الادارة بيومي عمل في الاسبوع في إقرار غير مسبوق لدي أي من الدول. اشتغلوا يومين وانسوا الودائع. الحكومة اللبنانية تقول للموظف الرسمي: دوامك يومان. أدامكِ الله. إنها دولة المياومين. إنها دولة اليومين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها