play icon pause icon
جورح يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠٢٠ - 09:31

المصدر: صوت لبنان

دولة تعيش على قراءة الكف

في التأليف، كل رؤساء العالم والمرشدين موجودون باستثناء الرئيس المكلف. كان غائباً فحضر مرة الى بعبدا لزوم كتابة فرضه، ومرة الى السراي لزوم التضامن مع خصمه. الى بعبدا زيارة وطنية، والى السراي زيارة سنيّة.
والنواب يعانون الانفصام والانقسام. بعضهم يأكل من معجن فرنسا ويرجمها، والثاني يشرب على ذوق الرئيس ترامب ويلعنه، وثالث ينام في الحضن الخليجي وينتف ذقنه، ورابع ينهض وفق التقويم الفارسي لكنّه ليس ناكر جميل. لا معجزات ولا حتى اختراقات. فقط هويات وزارية مكتومة القيد الحزبي بعدما طلب الرئيس المكلف من القوى السياسي وضع بعض الماء في نبيذهم ليأتي اللون الحزبي في الوزارة فاقعاً أقل. واذا لم تكن حكومة حزبيين، فكيف تمّ توزيع التسعتين مسيحياً واسلامياً والثلاث ستات حزبياً بين العهد، والمستقبل، والثنائي وحلفائه. نحن في حفلة تمثيل، لكن اذا جاز التمثيل في ملهاة السياسة، فهل يجوز في مأساة المرفأ؟
الرئيس الحريري قصد خصمه وشدّ على يده، متضامناً بعدم المثول أمام القضاء. ونسي الحريري أنه استدعي الى المملكة كمدعى عليه ومثل صاغراً دون أن يسأل عن دستور واجتهاد وفقه، وعن حصانة وامتيازات.
أنتم جميعاً ممثلون، لكن افعلوا كرونالد ريغان. من ممثل قدير الى رئيس مقتدر. افعلوا كأنور السادات الذي تمنى عندماكان شاباً ان يكون ممثلاكوميدياً. أرسل سيرته الى صحيفة مصرية أوردت اعلاناً يفتش عن ممثلين. فصار رئيس دولة.
انسوا التمثيل، نحن دولة تعيش بفضلكم على قراءة البخت والكف وفنجان القهوة وانتظار الأوروسكوب صباح كل يوم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها