جورج يزبك

الثلاثاء ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 08:01

المصدر: صوت لبنان

دولة قدّم ورجاع

الدولة، تحضر حيث يجب أن لا تكون وتغيب حيث يجب أن تكون. تحضر لضبط مخالفة مواطن قطع عنه المازوت فانحاز للحطب، أما مخالفات الزعران أصحاب ربطات العنق فمغفورة ولو كانت من فئة الجناية، فقط لأن المواطن يقطع شجرة من بستانه ولأن الزعيم يقتطع حصة من دولته، الأولى جريمة لا تغتفر، والثانية مسألة فيها نظر. لأن المواطن يأكل من عرق جبينه، والزعيم لا يأكل من معجنه، ولا يشرب من خمره، ولا ينام في مخدعه، بل يأكل من كيس غيره ويشرب من أعلى النهر ويترك مياه الصرف للمصروفين اليوم من أعمالهم والمنصرفين الى ديار الله الواسعة هرباً من سائقي الوطن المنحدرين بالمركبة الى أسفل الهاوية. نريد دولة لا تغدر بشعبها. ينام على دولار ١٥٠٠، وينهض على دولار ٩٠٠٠. نريد دولة لا تمنع شعبها من الاحلام، دولة انتماء لا دولة مياومة تعمل على القطعة وبالربح الاكيد. دولة لا تصدر القرار ونقيضه، ولا التعميم وخلافه. نريد دولة لا تخاف ثورة، ولا تخشى نقابة، ولا تمنع اجتماعاً، دولة لا تفتح الخراطيم على ناسها ولا تطلق النار على مواطنيها ولو مطاطياً ولو خلبياً.
الى الآن، نحن في دولة نعم، لكن فقط دولة تقديم الساعة صيفاً وتأخيرها شتاء، دولة قدّم ورجاع.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها