جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
ذوي الاحتياجات وذوي الحاجات
في أحد فروع ستاربكس في واشنطن، يقوم بالخدمة فريق من الصمّ البكم.
تختار قهوتك وملحقاتها بالكتابة على لوح الكتروني، وتقدّم لك أطيب قهوة من أطيب ناس.
الأميركيون، دولةً وشعباً، يحترمون ذوي الاحتياجات الخاصة، واللبنانيون، دويلات وشعوباً، يحترمون ذوي الحاجات الخاصة من السياسيين.
حاجاتهم سلطة ونفوذ، صفقات وشذوذ. هؤلاء هم من فئة الصمّ البكم، شعبهم يخضع لهم، يصفق لطرشهم المعيب وينتصر لصمتهم المريب.
نعم السلطة عندنا من النوع العاطل من الصمّ البكم، ليست عاهة للتعاطف مع صاحبها، بل عادة درج عليها أهل السلطة. لا يسمعون الأنين، بل يمارسون السمع والطاعة لمشغليهم، يصمتون حيث يجب الكلام ويثرثرون حيث يجب السكوت. نكتب لهم بالطبشور على اللوح الخشبي، فكتابة الليل يمحوها النهار.
ندوّن على اللوح الالكتروني فتقدم لك وعود على ألواح من ثلج. قال وليد جنبلاط يوماً إنه يفضل أن يكون زبالاً في نيويورك على أن يكون زعيماً في لبنان. لم أصدقه، لكن صدقوني ما أطيب ارتشاف القهوة من يد أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة ، وما ألعن جلسة القهوة مع أصحاب الحاجات الخاصة.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها