play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 13:42

المصدر: صوت لبنان

راحوا الأولاد وما أكلوا 

راحوا… راحوا الأولاد وما أكلوا… راحوا
راحت تردد الأم الغزاوية الذاهلة بعد مقتل أولادها كأن رأسها فرغ الا من كلمات فيروز: راحوا متل الحلم راحوا حِنّ وابكي يا رمل غزة وتوجعوا عالشوك يا فلسطينيين الزهر عمبقصّف جناحو.. وراحو
كان هذا قبل مجزرة مستشفى المعمداني، الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية ووصمة العار الجديدة بوجه المجتمع الدولي.
مجزرة المستشفى وكنيسته اخافت عدو الإنسانية الإسرائيلي فراح يتنصل منها متهما صواريخ الجهاد الاسلامي التي فشل في إطلاقها، وكأن الجهاد يملك سلاحا ذكيا فتاكا يحرق 500 ضحية برمشة عين …
انها جريمة كائن وحشي مجنون متجذر الحقد والاجرام.
يصف وزير إسرائيلي ان ما عاشه الضحايا الإسرائيليين كان جحيما وليس حربا، صحيح، ولكن اليس جحيما ما يعيشه الفلسطينيون منذ 75 عاماً؟
ذريعتهم ان حماس كداعش قتلت وقطعت رؤوس، وكأنهم لم يكونوا هم من افتتحوا المجازر منذ احتلالهم لفلسطين بارتكابهم الفظائع في المدن والقرى الفلسطينية التي تسللوا اليها، على غرار زعيمهم شيمون بيريز الذي دخل فلسطين بفيزا عامل نظافة استنادا الى وثيقة ذكرها صحافي من جريدة الجمهورية المصرية. ناهيك عن حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية والفاشية التي نكلت بالفلسطينيين ومقدساتهم منذ تأليفها وأضعفت المجتمع والجيش الاسرائيلي نفسه.
وذريعتهم ان حماس أصولية متعصبة، وكأن ممارساتهم تقل أصولية عنها!!
فهل يجب ان يدفع فلسطينيو غزة المدنيين ثمن أفعال حماس؟ بعد ان دفعت فلسطين ثمن الهولوكوست النازي؟ وما هي كمية الدماء الفلسطينية المطلوبة؟
لقد حذرتهم إسرائيل بالطبع بأن يخلوا المستشفيات خلال 24 ساعة!؟ وكأن هناك مناطق آمنة في غزة.
والى اين؟ كيف تخلى مستشفيات وفي منطقة محاصرة ومقفلة تمنع عنها جميع أنواع الامدادات من ماء وغذاء ودواء وطاقة؟ وبأية وسائل نقل؟ واي تسهيلات من منظمات دولية لنقل المرضى والمصابين والعجزة والأطفال والنساء؟ لقد نعتت منظمة الصحة العالمية أمر اخلاء المستشفيات بالحكم بالإعدام.
مع ذلك يقاوم الفلسطينيون والعرب نكبة تهجير اخرى.
إسرائيل تقتل افلسطينيين بتقنيات عالية تمدها بها دول العالم الغربي المنافقة. أوروبا وأميركا المتحضرتان لا  تلوثان ايديهما بالدم الفلسطيني. أوكل الغرب إسرائيل لتفعل ذلك بوكالة مفتوحة منه، وبغمضة عين استعاد ذاكرته وممارساته الاستعمارية. أوجدت إسرائيل كتكفير عن خطايا الغرب بحق اليهود، وكأداة لاستعمار فلسطين ونهب ثروات العرب.
ألم يخبرنا بايدن منذ بداية حكمه أنه ليس يهوديا لكنه صهيوني؟
وألم يطمئننا وزير خارجيته بأنه جاء بصفته يهودياً قبل كل شيء؟
فهنيئاً لإيران على انجازها العظيم في عرقلة الحلول السياسية وفي تقسيم الشعب الفلسطيني واضعافه لمصالحها التي صبت في مصلحة إسرائيل. وليبق هنية الذي لم ينس ان يشذّب لحيته في صالون حلاق 7 نجوم في الدوحة قبل ان يطل علينا بكلام ممجوج.
وسننتظر التحقيق الدولي، اذا حصل، على غرار التحقيق في انفجار بيروت او في مقتل شيرين أبو عاقلة.
المطلوب فرز سياسي واضح، لرفع يد ايران.
فلسطين قضية عربية ولا حل الا بالعودة الى المبادرة السعودية وحل الدولتين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها