play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الخميس ١٩ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 08:31

المصدر: صوت لبنان

ربح الرئيس وخسر نفسه

قدّم الرئيس نجيب ميقاتي أوراق اعتماده لدى الطائفة فوحد الصف السني بسحب وزير الاقتصاد أمين سلام من وصاية الرئيس السابق ميشال عون، وبدا الأول في الصف متقدماً على الرئيس تمام سلام الذي نأى برئاسة الحكومة عن تولي صلاحيات رئيس الجمهورية ووضعها في مجلس الوزراء مجتمعاً سنداً لصراحة نص المادة ٦٢ من الدستور التي تنص على ان صلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بمجلس الوزراء وليس برئيس مجلس الوزراء حال خلو سدة الرئاسة. أما الرئيس ميقاتي فتجاوز المادة ٦٢ واستوحى من المواد المتعددة التي تجعل صلاحيات رئيس الجمهورية مقيدة بالاتفاق مع رئيس الحكومة وليس مع مجلس الوزراء، ما يجعله بالإضافة الى كونه رئيس مجلس الوزراء ويمثله، الوريث الدستوري لصلاحيات رئيس الجمهورية حال غيابه. وبين الصلاحيات المقيدة لرئيس الجمهورية لتقاسمها مع رئيس الحكومة المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وابرامها سنداً للمادة ٥٢ من الدستور، وإصدار مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الحكومة سنداً للمادتين٥٣/٤، و٦٤/٢، ودعوة مجلس الوزراء استثنائياً الى الانعقاد بالاتفاق مع رئيس الحكومة وفق المادة ٥٣/١٢، ومرسوم اصدار القوانين الذي يتقاسم توقيعه رئيسا الجمهورية والحكومة وفق المادة ٥٤ من الدستور.
لكن من الظلم اتهام الرئيس ميقاتي بالمذهبية فهو أيضاً قدّم أوراق اعتماده للطائفة المسيحية بحضور سبعة من أصل ١٢ وزيراً مسيحياً بالإضافة الى مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، ما ضمن ميثاقية الجلسة. لكن بقدر ما ورث ميقاتي صلاحيات رئيس الجمهورية الغائب بقدر ما خسر صلاحيات رئيس الحكومة الحاضر بالامتثال الى جدول الاعمال الذي حدده حزب الله ببند وحيد. وهنا خطورة الموضوع حيث تخلى الرئيس ميقاتي من حيث يدري أو لا يدري لحزب الله عن صلاحية لصيقة برئيس الحكومة وهي وضع جدول أعمال مجلس الوزراء. عرف جديد يتحمله ميقاتي ولا يحتمله اتفاق الطائف ولا المدافعون عن صلاحيات رئيس الحكومة. فهل ربح رئيس الحكومة رئيس الجمهورية وخسر نفسه؟ سؤال مشروع؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها