play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الخميس ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 08:30

المصدر: صوت لبنان

رسائل ايران في غزة

توجه ايران من خلال حرب غزة رسائل الى الدول الغربية وتحديداً الى الولايات المتحدة مفادها: انا المشكلة والحل انا. الأحداث السابقة في العراق واليمن وسوريا لم تعر فيها واشنطن اي اهتمام لطهران كلاعب اقليمي، لكن استهداف اسرائيل بهذا الحجم قد يغيّر قواعد الاشتباك المعمول بها، وبمقدار ما خسرت اسرائيل بالارواح انسانياً وبالهالة معنوياً بقدر ما ربحت في تأليب الرأي العام الدولي لصالحها لدرجة ان اي عمل تقدم عليه اسرائيل في القطاع سيكون محمياً سلفاً بأسباب تخفيفية.
واذا كانت اسرائيل والولايات المتحدة يرغبان في عدم الاقرار ببصمات ايران في احداث غزة فمرد ذلك لثلاثة اسباب:
اولاً لعدم الاعتراف لايران بامتلاكها ادوات وازنة في دول المنطقة.
ثانياً لعدم اعطاء ايران شرف صناعة الهزيمة الاستخباراتية والأمنية التي منيت بها اسرائيل.
ثالثاً لعدم القدرة على الرد على ايران بالحجم الذي سجل في حرب غزة.
نعم استطاعت ايران أن تحشر في حرب غزة اسرائيل والدول العربية معاً خاصة في البعد المتعلق بالتطبيع وبالأخص على المسار السعودي الاسرائيلي. وقضت حسابات ايران بالتالي:
اولاً توجيه ضربة قاسية من حماس والجهاد لاسرائيل تستدعي حتماً ردة فعل اسرائيلية بمستوى حرب شاملة على غزة وربما تهجير الغزيين الى سيناء المكان الأقرب.
ثانياً وقف مسار التطبيع الاسرائيلي السعودي بفعل الحرب على الفلسطينيين واعادة النظر بالتطبيع الحاصل مع الدول العربية الاخرى.
في المحصلة حماس ربحت في هذه الحرب بتسجيلها انتصاراً مدوياً على اسرائيل، اسرائيل ربحت بتوسيع نفوذها باتجاه القطاع والخسارة التي تكبدتها عسكرياً وبالارواح لا بدّ وان تقبض ثمنها غالياً في السياسة، ايران ربحت وقف التطبيع وتكريس محورها في المنطقة وأساسه توحيد الساحات. الخاسر الوحيد الشعب الفلسطيني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها