فرنسوا ضاهر

الأثنين ٢٧ آذار ٢٠٢٣ - 12:24

المصدر: صوت ابنان

رسالة مفتوحة

ما دمت تقول يا دولة رئيس الحكومة المستقيلة الانتقالية “ما كُتب قد كُتب” بشأن تفرّدك بتعديل التوقيت الصيفي . وهو أمر يخرج عن صلاحيتك الدستورية كما عن صلاحية حكومتك، ولو مجتمعة.

نقول لك أيضاً ولمن وراءك وقدامك والى جانبك، “إن ما يُقال قد كُتب أيضاً”.

بحيث لن يكون للبلاد بعد اليوم رئيساً للجمهورية الاّ  سياديّاً وإصلاحياً وإنقاذيّاً، والاّ بلاداً بلا رئيس وفراغاً رئاسيّاً، الى ما شاء الله.

وذلك حتى تُعاد تركيبة النظام اللبناني على قاعدة .التعدّدية والخصوصية التي تراعي وتضمن وتحمي دون إفتئات ولا تبعيّة ولا ذميّة ولا إتباع ولا إلحاق ولا فوقيّة ولا تسلّط.

لقد واجه السياديّون الاستقلاليون، منذ نشأة لبنان الكبير في الأول من أيلول ١٩٢٠، الصراعات المفتعلة والمشاريع الخارجية المستوردة الى داخله لإسقاط
أحكام دستور الانتداب الفرنسي لسنة ١٩٢٦.

من دون أن يفلحوا في إرساء إستقرار في هذا البلد..وتثبيت طمأنينة في ارجائه، رغم التنازلات المتعاقبة..التي إرتضوها على التوالي (١٩٤٣ و١٩٤٨ و١٩٥٨ و١٩٦١
و١٩٦٩ و١٩٧١ و١٩٧٥ و١٩٨٩ و٢٠٠٥ و٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و ٢٠١١..و٢٠١٤ و٢٠١٦…)، والتي أوصلت الى النظام الاتحادي الطوائفي المحدث بالممارسة، الذي تمكّن بقوة من
تبديد كل مدّخراته ومرتكزاته القطاعية (المدرسة والجامعة والمستشفى والطبابة والمصرف …) وإحتياطاته وثقافته وموجوداته وأصوله وودائع شعبه وسياحته وإقتصاده وصناعته وفرادته وصداقاته…

فآلت أوضاعه الى الحال التي تمّ فيها إفراغ شعبه من كل مقوّمات الحياة الكريمة والعدالة.

لذا، أتت ساعة الحقيقة ليؤكد هؤلاء السياديّون الاستقلاليون “أن لا مكان بعد اليوم لإعادة بناء هذا الوطن الاّ على أسس ثابتة ضامنة حامية وقائمة على مرتكزات تعيد الأمل والرجاء والعدالة الى أبنائه، كلهم على إختلاف طوائفهم ومشاربهم وأحزابهم وجذورهم”.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها