رقبة لبنان وجيبته

لبنان سلم رقبته لحزب الله، وجيبته لرياض سلامة. في السيادة، لبنان مخطوف، وفي المال لبنان منتوف، والنتيجة لبنان محذوف سياسياً، وموصوف مالياً، ومشبوه في كل الأحوال. هذا مصير الدول التي تبنى على الزبائنية، والانتهازية، والربحية، والطائفية، والزعاماتية، من خارج الحوكمة والأصول الديمقراطية.
يحق لحزب الله أن يقطف في الانتخابات ٢٧ نائباً شيعياً، صحتين وهنا، لكن لا يحق له أن يكون هو الدولة، يربطها
بغزة كما يفعل اليوم، وكما ربطها بسوريا أمس واليوم، وكما قد يربطها غداً باليمن، وكما الربط بايران أمس واليوم وغداً وكل ساعة حتى قيام الساعة. لم يكن لبنان يوماً مربوطاً بأحد بل مرتبطاً، والفرق شاسع. حتى فرنسا سار المسيحيون والمسلمون يداً بيد ضدها مطالبين بالاستقلال وإنهاء الانتداب. وقتها لم تكن ثنائية شيعية، بل ثنائية مارونية سنيّة. حتى الناصرية جلست تحت الخيمة على الحدود بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة، فؤاد شهاب لجهة لبنان، وعبد الناصر لجهة سوريا. ورحلت منظمة التحرير الفلسطينية عن لبنان بعدما صارت جيش احتلال. وأسوأ الاحتلالات احتلال بعض لبنان لكل لبنان.
رياض سلامة بريء أمام القضاء اللبناني حتى إثبات العكس، ومدان أمام القضاء الأوروبي حتى يثبت براءته.
وحزب الله يساند حماس في غزة من جنوب لبنان، وهذا عمل تقاطعي، ويورّط جنوب لبنان بسبب غزة وهذا عمل تنازعي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها