play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأربعاء ١٦ حزيران ٢٠٢١ - 07:58

المصدر: صوت لبنان

رقيم بعبدا

بيان رئاسة الجمهورية بشأن صلاحيات التأليف يمكن مقاربته من الوجهتين المبدئية والفعلية.
في المبدأ، الرسالة دستورية بامتياز والحكومة يؤلفها الرئيس المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية سنداً للمادة ٥٣ من الدستور، وعملياً الرسالة الرئاسية استهدفت ومن دون أن تسميه مطبخ الرئيس نبيه بري ومبادرته الحكومية التي كادت أن تتقاطع مع المبادرة الفرنسية، وكاد أن ينجح بري حيث فشل ماكرون .
في المبدأ، الرسالة حمت مبدأ فصل السلطات واستهدفت الرئيس بري كرئيس للسلطة التشريعية يتدخل في شؤون السلطة التنفيذية، وفعلياً الرسالة استهدفت الرئيس بري كوسيط منحاز للرئيس الحريري، ووضعت حداً لعودة نظام الترويكا وتمنع اضافة اختصاص جديد لرئيس المجلس بحيث يصبح ما له في مجلس النواب له وحده، وما لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف في التأليف له ولهما.
في المبدأ، الرسالة الرئاسية رفضت حكومة ال٢٤ المبنية على هندسة نبيه بري لثلاث ثمانيات، وعملياً الرسالة نسفت توجهاً نحو التثبيت الفعلي للمثالثة من خلال الاستفادة من الأزمة الحكومية وطرح ثلاث حصص، واحدة مسيحية لرئيس الجمهورية، وثانية سنية لرئيس الحكومة، وحصة ثالثة شيعية للثنائي.
في المبدأ، الرسالة الرئاسية لم تسم أحداً بالاسم، وفعلياً الرسالة تستهدف كل من تدخل في التأليف من قريب أو بعيد، مبادرةً، أو اصطفافاً، أو حمايةً، أو مواقف، وتكون الرسالة قد استهدفت بالدرجة الاولى نبيه بري، ومعه دار الفتوى، ورؤساء الحكومات السابقين، والأمين العام لحزب الله، وحتى الرئيس ماكرون والمبادرة الفرنسية اذا بقيت مبادرة.
وبالمبدئي والعملي، شكلت الرسالة الرئاسية رداً متأخراً على استياء بعبدا من أداء رئيس المجلس إبان جلستي الرسالة الرئاسية بشأن اتخاذ موقف نيابي من التكليف.
تقليم أظافر الرئيس بري يعني ضرب عصفورين بحجر رئاسي واحد: دفش متأخر للحريري الى الاعتذار بعد نعي المبادرة برقيم صادر عن بعبدا، وفتح مبكر لمعركة رئاسة مجلس النواب تكون مؤشراً لمعركة رئاسة الجمهورية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها