play icon pause icon

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٠ شباط ٢٠٢٤ - 14:42

المصدر: صوت لبنان

روسيا: ثقافة التصفيات 

 

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي انتهج خطى أسلافه البولشفيين، لينين وستالين في القضاء على مناوئيه، علماً أن النظام القيصري لم يكن صديقاً لمعارضيه لكن كان أقل وحشية. ما فعله نظام بوتين لم تفعله حقبة بريحينيف المتشدد مع اعداء النظام، فلم يُصفّى في حينه سخاروف ولا سولجنتسين الذي عاد وقضى ضحية عملية تسمم. وسجلت الأحداث خلال عهد بوتين خريج ال KGB الذي امتد ربع قرن تصفية مناوئيه أو وضعهم في حالة سكوت.
الرئيس الاميركي جو بايدن حمّل بوتين مسؤولية مقتل نافالني دون أدنى شك:
بايدن…
مجرد تويت مناهض للحرب في أوكرانيا أو حتى مجرد ارتداء أقراط بلون قوس القُزَح تعبيراً عن التضامن مع المثليين والمتحولين أو ما يعرف ب LGBT أو lesbian Gay Bisexual Transgender تضعك حكماً وراء القضبان.
أولى ضحايا النظام كان رئيس تحرير جريدة Novaïa Gazeta الذي جرى قتله مسمماً بعدما قرر في استقصاء صحافي التحري عن المكائد التي فام بها النظام لتبرير حرب الشيشان وكيف كشف أكياس المتفجرات التي قالت السلطة إنها أكياس سكر. الصحافي Artiom Borovik الذي تابع العمل الاستقصائي حول المواد المتفجرة كان ضحية حادث هليكوبتر غامض. كذلك سقط الجنرال Alexander Lebed الذي كشف أن النظام ضالع في أحداث مدينة Riazan التي ذهب ضحيتها مئات القتلى من خلال وضع متفجرات داخل مباني المدينة وتفجيرها بمن فيها واتهام الثوار الشيشان بها تبريراً لشن حرب الشيشان الثانية.
خسارة أخرى في عالم الاعلام، الصحافية Anna Politkovskaïa كانت ضحية حالة تسمم في كوب الشاي الذي قدّم لها على متن احدى الطائرات نجت منه، لتقتل لاحقاً باغتيالها بالرصاص يوم عيد ميلاد بوتين في تشرين الأول عام ٢٠٠٦ بعدما كشفت حرب الابادة التي تشنها القوات الروسية في الشيشان.
وكانت التصفية مصير مناوئي بوتين في السياسة. الكولونيل المعارض Sergueï Iouchenkov قتل ببضع رصاصات بعد تزعمه حزباً معارضاً. المعارض الليبرالي Boris Nemtsov الذي تجرأ واحتج على الحرب في اوكرانيا وعلى وجود الجيش الروسي هناك، قتل على بعد مئة متر من الكرملين.
أما Alexeï Navalny فقتل بدم بارد بعدما تعرض قبل سنتين لمحاولة تسميم نجا منها بأعجوبة:
Navalny
“ان بوتين يستعمل عذا السلاح الكيماوي لقتلي ولاخافة الآخرين”
جريمة نافالني أنه حلّ ثانياً في انتخابات بلدية موسكو رغم كل الاجراءات ضده ولأنه كان المنافس الأكبر للرئيس الروسي، ولأن المواطنين الروس صدّقوه ووثقوا به، ولأنه كان صاحب كاريسما نجح في أن يبث حلمه بروسيا حرة وراغدة.
غداً بوتين التوسعي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها