عباس الحلبي

الأثنين ٥ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 13:25

المصدر: صوت لبنان

سؤال بِرسم الفريق الممانع

التقريعُ الذي وجهه الرئيس الفرنسي إلى جميع أفراد الطبقة السياسية رؤساء ومسؤولين ورؤساء أحزاب وكتل يظهر إلى أي حد بلغته نظرة الخارج إلى هؤلاء. فَلَم يكتفِ بالقول عنهم انهم فاسدون ويقدّمون مصلحة الخارج على  المصلحة الوطنية بل ألقَى عليهم تهمةَ الخيانة للتعهدات التي قطعوها له وأمامه.  

سكَتَ المسؤولون والتزموا صمت القبور ونزلَت التِهَم على اللبنانيين برداً وسلاماً نتيجةَ إنعدامِ الصلةِ والثقة بينهم وبين حكامهم. 

ولكن هل هذا يحل الأزمة أم أنها على طريقِ التفاقم والتفجر؟

بعض المواقف تشي بأن لا حكومة في الأفق وأنَّ المبادرة الفرنسية يمكن أن تنجح وفق الشروط التي يريدها البعض. وبتحليلٍ واقعيّ وهادئ هل يُتصوَّر أن يُقدِم العالم على مساعدةِ لبنان في ظلِّ حكومةٍ يُعَيَّن أعضاؤها مِن قِبَلِ السياسيين وبعضهم مصابٌ بالعقوبات.

هل يحتاج لبنان إلى المساعدة الخارجية لكي يوقِف إنهياره أم أنَّ المعادلة الجديدة هي ما أشارَ إليها الرئيس الفرنسي إمّا المبادرةَ وِفقَ شروطها وإما سياسة الأسوأ. 

مِن سِياقِ وتدرّج المواقِف يُفهَم أنَّ لبنان متوجهٌ ربما إلى سياسةِ الأسوأ. 

فمِن جهة وضع الرئيس المكلّف المعتذر سقفاً لا يمكن تجاوزه. فريق عمل حكومي من خارج الطبقة السياسية يتمتع أفراده بالنزاهة والكفاءة والخبرة كممر إلزامي لِمساعدةِ لبنان بغيةَ تحقيق الإصلاحات المطلوبة والتعاون مع صندوق النقد الدولي. جاءَ الجواب بأنَّ لا ثقة إلاّ بأفرادٍ يتم إختيارهم مِن قِبَل إحـدى الجهـات للوقوف في وجهِ شروطِ صندوق النقد وكأنَّ هذا الصندوق هو الذي يحتاجنا وليس نحن. فإذاً لا مساعدات ولا رعاية دولية مرتقبة. وهل يظن اللبنانيون المتمسكون بهذه الشروط أن مخرجاً لأزمتهم باتَ ممكناً أم أنَّه سراب أحلام ليلة صيف حلم إنقاذ البلد. 

البلدُ يحتاجُ إلى العقل والحكمة والروية والتواضع للخروج مِن أزمته. ثم ما هو هذا الغياب مِن قِبَلِ المسؤولين وكأنهم غير معنيين بكل ما يجري وهل يجوز ربط أزمة لبنان وإنقاذه بإستحقاق الإنتخابات الأميركية وما دعوى لبنان وما هي مصلحته بهذا الربط. 

لذلك، لا بدّ مِن مخاطبةِ المخلصين لإقناعِ مَن يقف في وجهِ الإنقاذ بضرورةِ تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات السياسية الخاصة. فلا مكان للسياسة عند معاناة الناس في مأكلهم وحياتهم ومرضهم ووبائهم وأموالهم والكرامة الوطنية تتحقق عند تأمين العيش الكريم للمواطنين ولا يمكن أن تكون على حسابِ عيشهم. 

أعانَ الله لبنان واللبنانيين على إقحامهم في المغامرات الكبرى. ألا يحتاج هذا الأمر إنفتاحاً تجاه الفئات المعارضة لهذا الإقحام. وهل التفاوض مع العدو أصبح طريقاً أقصر لِفرضِ الإرادات على الشريك الوطني.

السؤال بِرسم الفريق الممانع!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها