سبعون مرة سبع مرات

دعا رئيس المجلس نبيه بري الى حوار السبعة أيام وبعدها الى جلسات ألف ليلة وليلة لانتخاب رئيس للجمهورية. هذا يعني بحسابات المعلم أنها استوت وانتقلت الغالبية الى الثنائي بعدما كانت لصالح المعارضة، أو لتهديد جبران باسيل بالقبول بسليمان فرنجية مع حصة سياسية محفوظة له، والا السير بقائد الجيش من دون حصص لا محفوظة ولا محتملة. لكن المعلمّ أيضاً يخطىء.
عند الشيعة، خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، فهل اليوم السابع مخصص لمعاجلة العصاة بالعقاب، كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره لآية الأعراف في ” الجامع لأحكام القرآن “.
عند المسيحيين ومن لدنهم الرئيس الماروني حتى إشعار آخر، يقول الكتاب المقدس إن الله خلق الكون واستراح في اليوم السابع. لكن من الواضح أن لا راحة عند الموارنة فهم أخطأوا سبعين مرة سبع مرات في النهار الواحد، إحدى هذه الخطايا عصيان الإلزامات الإلهية مثل أحبوا بعضكم بعضاً، رغم ترجمتها في السياسة في حقبة صغيرة بمقولة “أوعا خيّك”. وفي حقبة سابقة، كانت مقولة “إنت البطرك يا سليمان”، في عدائية موصوفة للبطريرك نصرالله صفير.
كلمة حق أن الشيعة يطبقون أكثر من الموارنة قول المسيح أحبب أخاك، وهل من حب أعظم من حب الثنائي، حب بري لنصرالله، وحب نصرالله لبري، ولو بعد حفلات دماء صنعت الحداد بين أمل وح-ز-ب ا-ل-ل-ه لفترات طويلة. فتشوا عن الوريث، عندما ينتفي وجوده تسهل التوافقات. لا وريث في السياسة لبري، وبحساب بسيط فليكمل عهوده الرئاسية من دون مشاكل وليسلّم الحركة لخلفه كائناً من يكون، بمناصفة كاملة مع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه وحبّة مسك يتوّج فيها الأستاذ رئيساً للمجلس مدى الحياة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها