سمير سكاف

السبت ٢٩ أيار ٢٠٢١ - 14:11

المصدر: صوت لبنان

سقوط لبنان بالضربة القاضية يقترب!

متى تأتي الضربة القاضية وتُسقط الشعب اللبناني؟! وقد يقول البعض مع كل ما يحصل ألا يُعتبر ذلك سقوطاً بالضربة القاضية؟! بالواقع لا! فالسقوط الكبير لا بد آتٍ في ظل الشح في المداخيل الوطنية، وفي ظل إقفال “حنفيات” التمويل الممكنة للاقتصاد اللبناني، وبعد حصول أكبر عملية سرقة في التاريخ وسرقة 85% من ودائع اللبنانيين ونهب أموالهم وأرزاقهم على مدى العصور الأخيرة! إذ ينزف لبنان واللبنانيون وينزف اقتصادهم بكذبة الدعم حتى يطير ما تبقى من ال 15% من ودائع اللبنانيين. وذلك، مع نفاذ الدواء والوقود والحليب ومشتقات الحليب والسلع الغذائية من الأسواق، ومع جنون الأسعار الذي يرتفع جداً على الرغم من محافظة الدولار على سعر صرف قريب من ال 13.000 ليرة! وفي الأخير، سينتهي الاحتياط المالي الشخصي والمصرفي عاجلاً أم آجلاً.

السقوط الحر Chute Libre (Free fall)… من دون أي سيناريو أبيض

لم يستفق المسؤولون بعد، حتى بعد سنة ونصف من الاعتراض الثوري ومحاولات التغيير المستمرة! وقد لا يدركون أن المسار الانحداري لن يبقى على حاله. فالسقوط العظيم سيحصل في لحظة واحدة. وسيكون الارتطام موجعاً جداً. فهل تكون لحظة السقوط بعد رفع كذبة الدعم؟ هل تكون ببلوغ سعر صرف الدولار 100 ألف ليرة أو مليون ليرة؟ هل تكون عندما ينفذ الاحتياطي المالي من المصرف المركزي؟ هل يكون بعد حالات طرد جماعية من العمل؟ هل يكون بعد وقوع ضحايا كثيرة نتيجة الفقر قتلاً أو انتحاراً؟ إن السيناريوهات السوداء كثيرة. وليس هناك سيناريو أبيض واحد!

الكأس المر للشعب من دون الجيش!

وستكون النتيجة، كما نحذر، من سنة ونصف السنة الفوضى والامن الذاتي وتفكك الدولة وخطر التقسيم. وتبدو المساعي الدولية حثيثة لتجنيب الجيش، والقوى الأمنية من ورائه تجرع الكأس المر مع باقي اللبنانيين للمحافظة عليه كخط الدفاع الأخير. ولكن ذلك لن يكون كافياً للمحافظة على الاستقرار.

فرض إعادة إنتاج السلطة للحصول على دعم خارجي

لم تحدث بعد لحظة الوعي الوطني لدى أهل السلطة، لحظة الادراك أننا نخسر كل شيء وأن الوطن أكبر من المصالح الشخصية والفئوية والميليشياوية وأكبر من مصالح المحاور التي يقاتل ويموت لأجلها أحزاب مذهبية وطائفية! لم تحدث وقد لن تحدث أبداً! فلا شيء يبشر بالخير. وليس السبب غياب خطة نهوض اقتصادية، بل غياب الارادة لدى أحزاب السلطة وزعمائها وتراجع في إرادة الناس في تغييرهم! الشعب هو مصدر السلطات. وهو وحده قادر على النزول الى الشارع والضغط من أجل إعادة إنتاج السلطة وفرض حكومة مستقلة تستطيع نيل ثقة الخارج، وبلوغ الممر الالزامي للمساعدات الخارجية، للخروج من جهنم!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها