play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأثنين ٨ آذار ٢٠٢١ - 07:34

المصدر: صوت لبنان

سلبيتان بالتزامن: اعتكاف رئيسي حكومة بالتصريف والتكليف

بدعة الاعتكاف لم تبدأ مع الرئيس حسان دياب، الا ان المفارقة هي التهديد بممارسة الاعتكاف على يد رئيس حكومة تصريف أعمال، أي حكومة تمارس صلاحياتها بالحدود الدنيا. الرئيس رفيق الحريري مارس الاعتكاف لأسبوع في أيار من العام ١٩٩٤. وقبله الرئيس رشيد كرامي وكان اعتكافاً طويلاً من نيسان الى تشرين الثاني من العام ١٩٦٩.
دستورياً، لا وجود لمؤسسة الاعتكاف لا في حالة رئيس وزراء ولا رئيس مكلف ولا رئيس حكومة تصريف أعمال. بل الاعتكاف يشكل انتهاكاً للدستور ويستدعي إعمال المادة ٧٠ وبالتالي تدخل مجلس النواب عفواً واتهام رئيس حكومة تصريف الأعمال بالاخلال بالواجبات المترتبة عليه في المادة 64 من الدستور التي تنص على ان الحكومة لا تمارس صلاحياتها بعد استقالتها او اعتبارها مستقيلة إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال. وبالتالي يكون الاعتكاف نوعاً من التعسف في عدم استعمال السلطة ولو بخدودها الدنيا. ولذلك اختار القضاة يوم أعلنوا اعتكافهم القول إنهم أكرهوا على ذلك، مقرّين بارتكاب مخالفة جسيمة.
خطوة حسان دياب في حال فعلها هي سياسية الا أنها في غاية السلبية في توقيتها لجهة مأزقية الحالة المعيشية ومأزومية الوضع السياسي. وهنا تبرز سلبيتان متكاملتان، تهديد رئيس حكومة تصريف الاعمال بالاعتكاف عن ممارسة سلطته التنفيذية وتهديد الرئيس المكلف ايضاً بالاعتكاف عن التأليف، وهذا وحده كاف لتعطيل السلطة التنفيذية بالكامل واطلاق الدولار من دون سقوف. إذا كان الاعتكاف باطلاً يراد منه حق هو الضغط للتأليف، فكان حرياً بحسان دياب أن يحدد مهلة لتأليف حكومة جديدة والا سيمارس صلاحياته ويدعو الحكومة الى الانعقاد لاقرار القضايا الملحة سنداً للقاعدة الادارية التي تقول الضرورات تبيح المحظورات.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها