سلمت أيديكم

لعبة البينغ بونغ بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ليس المكان مكانها ولا الزمان زمانها. فلبنان على فالق سياسي، واللحظة لحظة افلاس الدولة وجوع اللبنانيين، واستمرار عطش السياسيين للسلطة على طريقة business as usual وكأن شيئاً لم يكن. الوقت ليس لإرساء أعراف جديدة، ومن الجريمة الحديث عن صلاحيات في التأليف، ومن يحمل المغلف ومتى، ومن يحجب المرسوم ولماذا، وهل دخل مبتسماً وخرج متجهماً، ومن يؤلف ومن يوقّع، لأن لبنان وقع فأنقذوه بحكومة لا تشبه السياسيين ولا الطبقة الحاكمة المتمسكة برقبة لبنان وهو بات خردة بسببهم. أدعو الرئيس ميقاتي الذي خرج من الدائرة السياسية طوعاً بعدم ترشحه، الى أن يتصرف كما لو أنه من المخلوقات الآتية من كوكب خارجي الى كوكب السياسة. المطلوب منه أن ينسى من كان، ومن حلفاؤه، ومن أخصامه، والا سيبقى من الطقم السياسي، ويكون انسحابه من النيابة مناورة للاحتماء من حكم “كلن يعني كلن” . وأدعو رئيس الجمهورية الذي سيخرج قريباً من الرئاسة، الى أن ينسى الأول من تشرين الثاني، فهو سيصبح رئيساً سابقاً للجمهورية ولو أصبح رئيساً فخرياً للتيار. كانت المشكلة في رؤساء الحكومات أنهم كانوا يسابقون رؤساء الجمهوريات الى سوريا، صارت المشكلة أنهم صاروا يسابقونهم على الصلاحيات. وكانت المشكلة في رؤساء الجمهورية أنهم يرغبون بالتجديد، صار المشكلة أنهم يعملون للتوريث. كل هذا ولبنان مهدد في الاقليم، وهو يبحث على مهل عن محاصصات حكومية، مهدد جنوباً وشرقاً وشمالاً، ويبقى البحر إما للإبحار في زوارق الموت أو للتهجير مع مفعول رجعي. سلِمت أيديكم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها