play icon pause icon

منى فياض

الأثنين ١٨ آذار ٢٠٢٤ - 09:01

المصدر: صوت لبنان

سنتحمل الحرب وحدنا!

في الأفلام والمسلسلات نشاهد افراداً كانوا في موقع المسؤولية في حرب ما، واضطروا الى ارسال مواطنين لهم في مهمات قتالية او استخبارية، قضوا نتيجتها. نجد أن هؤلاء يشعرون بالذنب ويقضون باقي حياتهم تحت رحمة مساءلة ضميرهم حول اضطرارهم لإرسالهم عمداً لحتفهم، بالرغم من نبل قضيتهم.
لا أدري إذا كانت مثل هذه المشاعر تنتاب السيد نصرالله، او المسؤولين في حزبه. هل يشعرون بالمسؤولية عن رجالهم الذين تتصيدهم إسرائيل؟ وعن كل هذا الدمار والقتل والتهجير الذي يصيب بيئتهم، التي أغرقوها بشعارات “نبني ونحمي”؟ وبعد أن أمّنت وجودهم وحمتهم في أصعب الأوقات وقدمت لهم ابناءها وتحملت الانتقادات، لأنها قبلت ما ألبسوه لها من عادات وطقوس غريبة عنهم وعن ثقافتهم التقليدية. فكانت النتيجة المزيد من القتل والدمار والتهجير!!
ولو ان هذه التضحيات حمت غزة وأهلها، لهان الأمر. لكن كما نرى، محيت ثلاثة ارباع غزة عن وجه الأرض وأطفالها يقضون جوعا وعطشاً، والجنوب يلحق بها.
لماذا على الجنوبي ان يتحمل هذا القصاص المجاني؟ ولماذا الامعان بجعل لبنان ضحية الرهانات الخاطئة؟
قامت حماس بعمليتها وفي ظنها أن إيران عند وعودها بالقضاء على إسرائيل. وعندما حان هذا الوقت، نكصت وعودها وتخلت عن حماس. وطمأنت الاميركيين انها لن تشعل حرباً. لكن ذلك أوقعها في حيص بيص “وحدة الساحات”. فمن أفضل من ح ز ب ا ل ل ه” “حمّال الأسيّة” كي يبرهن عن وحدتها؟
دخل الحزب حرباً مدروسة في ظنه ضمن ما يسميه “قواعد الاشتباك”. وكأنها لعبة شطرنج ولها قواعد مضبوطة، وليست حرباً مع عدو له حساباته وأهدافه. فالضربة المميتة التي تلقتها إسرائيل، جعلتها تستفيق من سياساتها الغبية في ضرب السلطة الشرعية لمنظمة التحرير، وفي نسج خيوط معقدة مع حماس، ظنتها كافية لتدجينها وإخضاعها لخططها الشيطانية في التغاضي عن احتلالها.
كما استفاق الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، الى إمكانية القضاء على إسرائيل، نقطة ارتكازهم في السيطرة على المنطقة وإضعافها وإشغالها ببؤر العنف المتنقلة. ان من يحارب إسرائيل الآن يحارب الغرب بأكمله، بالرغم من اختلاف الأداء او الخطاب. المطلوب القضاء على حماس، دون الكثير من الضحايا المدنيين، بسبب ضغط شعوبهم ليس إلا.
تنصلت ايران من التزاماتها بالمشاركة، وجاء قاآني يطلب عدم التصعيد. ونقلت رويترز ان جواب شمشون اللبناني: لا نريد توريط ايران في مواجهة مع اميركا او إسرائيل وسنتحمل الحرب بمفردنا؟
بالطبع، فالمصلحة الإيرانية التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية بعدم توسيع الحرب خارج غزة، لحماية مشروعها النووي، وعدم إعطاء ذريعة لنتانياهو بتنفيذ تهديداته السابقة بضرب منشآتها النووية.

واقصى ما تريده التفاوض مع الولايات المتحدة. ولقد نجحت إيران فالتسريبات تفيدنا انها تجري مباحثات سرية مع اميركا. لقد نجحت في استخدام طعم الحوثيين في البحر الأحمر. والنجاح الأكبر سيكون على حساب دم اللبنانيين، ووعد نصرالله بتحمل الحرب وحده!! وبهذا قد تحفظ إيران مقعدها، الى جانب الدول الكبرى، في المفاوضات القادمة على مستقبل المنطقة.
الجميع الآن ينتظر، باستسلام دون أي استعداد، متى ستنفذ إسرائيل تهديداتها وتعلن الحرب علينا!! ويشترطون وقف الحرب في غزة لتنفيذ القرار 1701. وفي يقينهم جميعا، انها ستتوقف في رمضان!!
لكن حتى الآن نتنياهو يخيّب ظنهم. فماذا لو كان نتنياهو يمارس نفس الاعيبهم وسياساتهم ولم يوقف الحرب قبل ان يطمئن من وقف أي تهديد للحزب في المستقبل؟
اليست الاجابة العمل سريعاً من أجل هدنة وتنفيذ 1701 و1559؟
ول ح ز ب ا ل ل ه، ألم يحن الوقت لتراجعوا أنفسكم وتنقذون أهلكم، وتتبصرون بالذي تفعله ايران بنا وبكم؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها