سوريا جائعة

وضع رئيس الجمهورية أمين الجميّل “مبادئ لحلّ الأزمة اللبنانية” واتصل بالعاهل السعودي الملك فهد طالباً تدخله مع سوريا لتسهيل الحل الداخلي. ودخل رفيق الحريري على خط الوساطة فأسرّ في قبرص لوزير الخارجية ايلي سالم موفداً من الرئيس الجميّل بأن للعاهل السعودي مونة كبيرة على الأسد لحاجة سوريا الى المملكة. سوريا في حال جوع وأرسل الملك اليها مئة ألف طن من الطحين، ومساعدات مختلفة على الطريق. كما قدّم الحريري خدماته للعهد لافتاً الى أن علاقاته جيدة مع حافظ الأسد كون الحريري يمثل الملك فهد في قضايا لبنان والفلسطينيين وحرب الخليج. وقد زودّه الملك فهد بالمال الضروري لإكمال قصر الرئيس السوري الذي بدأه قبل ١٢ عاماً وتوقف العمل به لأسباب مالية. وكشف الحريري أن الملك فهد يعوّل على حل لبناني ناتج عن توافق ماروني- سنّي، رغم أن الشيعة في فورة على خلفية ثورة الخميني، وتبرّع الأسد بإعطاء نفَس لإيران في لبنان. وكشف الحريري أيضاً أن الرياض ضد انتخاب رئيس الحكومة في مجلس النواب لئلا يصبح رئيس مجلس الوزراء السني خاضعاً لرئيس مجلس النواب الشيعي، مقترحاً استشارات نيابية ملزمة، وتحديد ولاية رئيس مجلس النواب بسنتين فقط.
أما واشنطن فكانت تريد من نظام الأسد ضبط ح ز ب ا ل ل ه والفلسطينيين في لبنان، ولا تمانع من نشر جيشها في بيروت شرط عدم حيازته على صواريخ أرض-جو. وقال القائم بالأعمال الأميركي في بيروت مكنمارا للرئيس الجميّل: عليكم أن تختاروا بين النظام السوري أو فوضى ح ز ب ا ل ل ه.
غداً، قتلوا رشيد كرامي

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها