جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
سوريا دوّخت سركيس
تكاثرت الأحداث على الرئيس المسالم الياس سركيس. فكانت سوريا ضد الكتائب في بيروت، والكتائب ضد فرنجية في الشمال، وإسرائيل ضد الفلسطينيين في الجنوب. ووضع مدير الاستخبارات جوني عبده وثيقة إسرائيلية بين يدي رئيس الجمهورية تفيد بأن إسرائيل ستبقى تدافع عن المسيحيين في الجنوب الى حين قيام سلطة مسيحية قوية في بيروت، في وقت طالب حافظ الأسد الياس سركيس بطرد الضابطين سعد حداد وسامي الشدياق من الجيش اللبناني. وفي أثناء المفاوضات بين إسرائيل وقوات الأمم المتحدة، قال قائد هذه القوات الجنرال ارسكين الى قائد الحبهة الشمالية في إسرائيل لافيغدور بن غال: ساعدوني للإسراع في تطبيق القرار ٤٢٥ لأني مستعجل في انجاز المهمة والعودة الى وطني غانا. فأجابه الضابط الإسرائيلي: أخشى ان يشيب شعرك قبل ان تتمكن من العودة الى بلادك. ولم يكن موقف سوريا مختلفاً وقال عبد الحليم خدام لموفد الرئيس سركيس: انسوا الجنوب الآن واعتبروه محتلاً واهتموا بالباقي كما تنسى سوريا الجولان. وقال الياس سركيس في لحظة وجدانية: سوريا تدوخني. تخاصم اميركا في العلن وتحمي مصالحها في السر. تنازع إسرائيل بالمواقف وتتفق معها بالسياسة العليا، تؤيد الجبهة اللبنانية بلا تحفظ، وتحطمها بلا رحمة، انها تغيّر سرعتها بسرعة ومن دون قاعدة. فعلاً سوريا تدوخني.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها