سياسة تنجير الخوازيق

خمسة أعياد مرّت واللبناني في حالة وجع وبؤس. الفصح بالتقويمين، والفطر بالتقويمين، وعيد العمل. المسؤولون على اختلاف مللهم عيّدوا وحدهم، حتى في عيد العمل عيّدوا وهم لا يعملون الا اذا اعتبرنا تنجيرهم الخوازيق للبنانيين ولبعضهم البعض من نوع العمل المستحق. هذه حرفتكم، هذا اختصاصكم ورثتموه وستورثونه. كيف يكون عمل على يد صانعي الموت؟ وكيف تكون قيامة وكثيرون يعيشون في لبنان وقليلون يعيشون للبنان؟وكيف يكون فطر سعيد مع جماعة تبني سعادتها على شقاء شعبها.
انسوا الأعياد الدينية على اعتبار أنكم قادرون على منع الحُرْم عنكم واستجلاب المغفرة في أي وقت، لكن كيف ارتضيتم أن يكون عيد عمل وقد حولتم سواعد البناء الى آلات هدم، ورفعتم المعاول لمنع تأليف الحكومة، وواجهتم جوع ناسكم بفحش موائدكم؟ مشكلتنا أنه بدل التعامل مع الوطن بميزان صيدلي، وُضع البلد بين أيدي لحّامين وحدّادين يستخدمون السواطير والمطارق.
في بداية الحرب اللبنانية، نادت علياء الصلح السفير الأميركي مستر غودلي بمستر بادلي، فلو كانت اليوم علياء الصلح في حضرة الرئيسين معرقليْ تأليف الحكومة لأطلقت على الرئيس عون الرئيس داون، وهل من هبوط أكبر من جهنم، ولأطلقت على الرئيس سعد الرئيس بعد، فالمهم الكرسي مهما طال زمن التكليف، ولا من يشبع.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها