سمير سكاف

الخميس ١٠ آب ٢٠٢٣ - 00:18

المصدر: صوت لبنان

شاحنة الكحالة، كما شاحنة شويا، استكمال لتصرفات “الحزب” التقسيمية التي يرفضها اللبنانيون!

ليس هناك مؤشرات لإطلاق شرارة مواجهات عسكرية في لبنان بعد حادثة انقلاب شاحنة ل ح ز ب ا ل ل ه تقوم بنقل السلاح من البقاع باتجاه بيروت، والتي سقط بنتيجتها قتيلان. أحدهما من عناصر الحزب وآخر من الأهالي، من عائلة بجاني، وهي العائلة الأكبر في الكحالة. والمعلوم أن بلدة الكحالة المسيحية تعتبر من القرى الدفاعية الأساسية عن المناطق المسيحية خلال الحرب اللبنانية.

ما جرى، هو أن أهل الكحالة اقتربوا من الشاحنة التي سقطت من أجل مساعدتها، قبل أن يعرفوا ما هي حمولتها! وهذه هي عادتهم على هذا الكوع، وفي هذه النقطة التي تشهد دائماً سقوط الشاحنات. وعند اقترابهم تعرضوا لإطلاق النار، فردوا عليها! وسقط قتيلان.

نقلُ سلاح ح ز ب ا ل ل ه في القرى والمناطق، والمواجهات مع الأهالي ليس جديداً. فالكل يذكر اعتراض أهالي قرية شويا في منطقة حاصبيا لشاحنة صغيرة تنقل صواريخ ل ح ز ب ا ل ل ه.

وإذا كان ح ز ب ا ل ل ه لا يهتم برأي شركائه في الوطن، بل ينفذ دائماً ما يريده وكأنه لا وجود لمعارضيه. في حين أنهم أصبحوا يمثلون أكثرية اللبنانيين. وهم تفوقوا عليه في الانتخابات النيابية، بمنعه من الحصول على أكثرية واضحة، وبمنعه من إيصال مرشحه لرئاسة الجمهورية. والقدرة الوحيدة التي يملكها ويمارسها الحزب هي سلاحه ووهج هذا السلاح. فالحزب ما يزال يرفض الاعتراف بتفوق خصومه شعبياً وسياسياً. وهذا سيسهم في الكثير من التوترات اللاحقة.

ومع ذلك، ومع أن الجيش عاجز عن مواجهة الحزب في غياب القرار السياسي الموحد، فلا أحد يريد الحرب في لبنان. على الأقل، ليس هناك إرادة لبنانية لإشعال فتيل جديد. وهو الأمر نفسه الذي ظهر في مخيم عين الحلوه. فهذه الأحداث هي من الحجم “المتوسط” التي يمكن إخماد نيرانها، ولو بعد جهد كبير.

ولكن ما يصيب لبنان هو “هريان” كامل للدولة ولمؤسساتها. ما يعني ثقوب كثيرة في سلامة “التيتانيك”. وهو للأسف مؤشر لسلسلة كبيرة من الأحداث الأمنية التي ستظهر في كثير من المناطق. وسيؤدي كل ذلك الى مزيد من تفكك الدولة ويهدد كيانها!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها