play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 09:47

المصدر: صوت لبنان

شو عدا عما بدا ليفتتح “الحزب” انتساب للسنة تحديداً؟

تنفس اللبنانيون الصعداء، بعد ان عاشوا في الأيام الماضية بحالة توتر وقلق على وقع انتظارهم خطاب نصرالله يوم الجمعة؛ متخوفين من ادخال لبنان في حرب، لا أحد مستعد او قادر على تحملها. طمأن اللبنانيين مع محاولة إقلاق إسرائيل بقليل من الغموض.
همّ نصرالله الأساسي كان ابعاد إيران عن تحمل أي مسؤولية في عملية 7 أكتوبر، والتأكيد على ان حماس تتحمل المسؤولية كاملة ومنفردة عن طوفان الأقصى! ما قضى على وحدة الساحات وبقي الشعار وحده لرفع العتب.
لم يطالب بحل الدولتين، بل فقط إيقاف الحرب؛ ما يعني هدنة لحرب اخرى. لا أفق سياسي لما حصل، ولا مسؤولية تجاه الضحايا، يكفي التباكي عليهم.
المشكلة فيمن سوف يشكر نصرالله، وحزبه، على عقلانيته، وتأجيل تدمير إسرائيل. ما يعني عملياً تدمير لبنان. فيتزايد المستعدون لتقديم المزيد من التنازلات على حساب سيادة لبنان واستقلاله. على اعتبار انه خلّص لبنان من الحرب.
هذا وكنا قد فوجئنا في الأسبوع الذي سبق الخطاب، بانتشار إعلان، باسم “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال ” في المناطق ذات الطابع السني، تطلب متطوعين للقتال بالتزامن مع التطورات الحاصلة في غزة. الى جانب توزيع تسجيل صوتي للمدعو أبو علي قبيسي، يتحدث كناشط لديه مجلة لخدمة الخبر العاجل يتوجه فيه الى كل شاب يشهد لمدرسة المقاومة الإسلامية بقيادة سماحة قائد محور المقاومة السيد حسن نصرالله.
يدعوهم صراحة: الآن لم يعد لديك حجة للقول “ليتنا كنا معهم نقاتل”، او: يا ريت لو بيفتح حزب الله الحدود لكنا نقاتل. نحن الان فتحنا نطاق مدينة بيروت. ونقول كل أهلنا الشرفاء من اهل السنة، نحن نتشرف بكم ان تكونوا في الخطوط الامامية… المقاومة ليست فقط للطائفة الشيعية. فتحنا باب الاستقطاب الآن في مدينة بيروت. وقريبا سنفتح في كل انحاء لبنان”. مع ذكر ارقام هاتف للاتصال.
مدهش هذا التحول الآن وفي هذه اللحظة. جميعنا عاينا طوال العقود الماضية حرص السيد نصرالله على تأكيد احتكار حزبه الشيعي مقاومة إسرائيل. وخاض حروب الاخوة في الثمانينيات مع منافسيه من حركة امل ومع كل مقاوم لإسرائيل من المقاومة الوطنية المعروفة بجمول.
فشو عدا عما بدا حتى يريد فتح باب المقاومة امام الجميع وخصوصاً السنة منهم؟
هل المقصود تغيير وظيفة وسمعة سرايا المقاومة من زعران أحياء الى مقاومين؟
ام انه بات “محشوراً” ويتحسب من تحمل مسؤولية تدهور الوضع بمعزل عن المكون السني؟ خصوصاً ان غزة وأهلها وحماس والجهاد من السنة؟ فقرر اشراك السنة كغطاء له فيما يحدث؟ بعد ان استُنفد الغطاء المسيحي الذي أمّنه اتفاق مار مخايل الشهير، ومهّد له وضع اليد الطولى على لبنان.
حرب غزة جعلته يبحث عن المزيد من الشرعية، لأنها فضحت تقصير هذا المحور في التزام وعوده في بتحرير القدس وفلسطين، وبعد أن نأت إيران بنفسها عن طوفان الأقصى متناسية دعايتها في ان بإمكانها تدمير إسرائيل ب7 دقائق نصف.
ففتح باب المقاومة الإسلامية!
يحدث هذا والفعاليات السنية في غيبوبة، لم ينطق باسمها سوى بعض رجال الدين المتشددين.
فهل ستتحرك هذه المرجعيات؟ هل ستبرز فئة قيادية مستقلة تأخذ زمام المبادرة وتبعد الشارع السني عن احتمال الاستتباع للمشروع الإيراني؟ فتمنع الامعان في إضعافه واستتباعه؟ باستغلال الحرب المشؤومة على غزة؟
الى متى سيظل السنة على حال التشتت والتضعضع واليتم بعد ان ابتعدت عنهم قيادتهم الحريرية التي لم تكن على قدر واف من المسؤولية وبعد النظر؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها